الأحد، 2 أبريل 2017

ساحل اليمن والمعركة المرتقبة

البديل
ساحل اليمن والمعركة المرتقبة

“نحن نتحدث اليوم إلى الأمم المتحدة: إما أن تضعوا مراقبين في الميناء أو سنتحرك ونستولي على الميناء، هكذا أعلن اللواء أحمد العسيري، المتحدث باسم ما يُطلق عليه “التحالف العربي” المحارب لشعب اليمن ودولته في حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، قاصدا ميناء “الحديدة” المنفذ الحالي الوحيد حصرا لدخول ضرورات الحياة من مواد غذائية وغيرها لملايين من اليمنيين المحاصَرين.

 واتهم العسيري، المفتشين والمراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة المختصين بتفتيش ما يدخل الميناء من شحنات في جيبوتي بالإهمال، وبالسماح لشحنات من الأسلحة بالنفاذ إلى الميناء، نافيا أن تكون تلك الشحنات تحتوي على مواد غذائية وأدوية، واصفا آلية الامم المتحدة في إتمام ذلك بأنها “غير مجدية”.

جاء التصريح بعد أيام من زيارة محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي ووزير دفاع المملكة وأحد رؤوس تدبير وتنفيذ العدوان على اليمن، إلى الولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس ترامب، وهي الزيارة التي قالت وكالة (CBS) الإخبارية الأمريكية إنها شهدت اتفاقا بين الطرفين على كون طهران تزوّد اليمنيين بالأسلحة ومنها تلك التي استُخدمت في ضرب الفرقاطة السعودية على سواحل اليمن منذ أشهر، إلى جانب توافق أمريكي سعودي على أن المملكة هي الطرف الأجدر والمنوط به مواجهة نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن وما يؤدي له ذلك من توسيع للتعاون الاستخباري والأمني بين الطرفين.

من ناحيته، وبموازاة هذا التصريح، قال عبد الملك بدر الدين الحوثي، زعيم حركة أنصار الله وقائد المقاومة واللجان الشعبية اليمنية في كلمة متلفزة، إن الساحل اليمني منطقة ثمينة وحيوية بالنسبة للصهاينة والأمريكيين ومصالحهم، وإن اهتمام تحالف العدوان بها ما هو إلا ثمرة ونتاج لتلك الأهمية بعد أن تلقى محمد بن سلمان، التوجيه الأمريكي في واشنطن خلال زيارته باستهداف الساحل اليمني، في عملية سترعاها أمريكا وتقودها فعليا وستخدم مصالحها، كما تشارك في التحضير لها بريطانيا التي وصفها عبد الملك بـ”دلّال أمريكا في المنطقة” كما كان حضورها في كل الأحداث السابقة وفيما يخص جنوب اليمن، بالإضافة إلى دور إماراتي عميل في هذا الإطار.

وأضاف الحوثي، أن الشعب اليمني سيواصل معركته بألا يسمح لذلك الحلف باحتلال الحديدة والساحل اليمني وبمواجهة غزوه المحتمل، إلى جانب مواصلة مواجهة القوات المحتلة لأراض يمنية أخرى حتى إخراجها منها كما فعل آباء اليمنيين – على حد قوله – في نضالهم ضد كل المستعمرين والمحتلين للأراضي اليمنية في الماضي، وقال إن استمرار معركة اليمنيين مع من يعتدون عليهم ويحتلون أراضيهم هو مصلحة عامة للشعب اليمني واستحقاق إنساني في المقام الأول، فضلا عن كونه قيمة إنسانية وخلقا إيمانيا ومبدأ عقائديا وحقا طبيعيا في طرد المحتلين، ودعا سائر القبائل ولجان المقاومة الشعبية وعناصر الجيش إلى دعم الساحل اليمني والمحافظات القريبة منه والدفاع عنها.

التهديد السعودي الخليجي تبعته معلومات متواترة في الأوساط الخليجية حول مشاركة مصر وجيبوتي في العدوان المرتقب، وبمعزل عن تلك المعلومات يبدو أن الإمارات سيكون لها دور كبير في المرحلة الجديدة من العدوان، مع مرتكزاتها من القواعد العسكرية في مينائي “عصب” في إريتريا و”بربرة” في أرض الصومال، واللتين تضمان قوة عسكرية إماراتية ضخمة ومتنوعة تغطي الأسلحة الرئيسية الثلاثة برا وبحرا وجوا، مما قد يمكنها من لعب دور “رأس الحربة” في عدوان كهذا، ويشجعها على ذلك سعيها الدؤوب والطَموح في الفترة الأخيرة للوصول إلى موقع قوة إقليمية كبيرة، فضلا عن سيطرتها عسكريا واقتصاديا على ميناء عدن ذي الموقع الاستراتيجي جنوب اليمن، فمع عوامل كتلك سيكون لها ثقل أكبر مع مملكة آل سعود في اتجاه المزيد من التجويع للشعب اليمني بقطع المنفذ الأخير والوحيد له على العالم الخارجي، الذي يحصل منه على ما تيسر من الغذاء وضرورات الحياة، في مقابل قصف مستمر على مدار الساعة يقتل أبناء اليمن ويستهدف بنيتها التحتية.

The post ساحل اليمن والمعركة المرتقبة appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©