الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

ساويرس و”اخرة البهدلة”

البديل
ساويرس و”اخرة البهدلة”

في لقائه مع الإعلامي عمرو أديب توقع رجل الأعمال نجيب ساويرس، فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حالة ترشحه.

ساويرس قال على فضائية «ON E» التي كان يمتلكها قبل تأميم المشهد الإعلامي، «لا أرى أي منافسة، والمعركة ستكون محسومة لصالح السيسي»، مضيفًا: «مسألة نزول أي مرشح آخر أمامه والفوز بالرئاسة صعبة».

وأضاف أن «هناك حالة عدم رضا عن الوضع السياسي في مصر بشكل عام، فالجميع يرى وضع البرلمان والأحزاب، ومعظم الناس هتقول دي شغلانة مقرفة، ومحدش عنده استعداد يتبهدل»، على حد تعبيره.

وعند سؤاله عما إذا كان يرى احتمالية تكرار ما حدث بالانتخابات الفرنسية في مصر، وفوز مرشح غير متوقع بالرئاسة المصرية، أجاب «نموذج ماكرون لن يتحقق بمصر؛ لأنه لا يوجد ديمقراطية حقيقية لدينا».

وردًا على سؤال، عما إذا كان يفكر في الترشح للانتخابات، أجاب «حياتي متنفعش لحاجة زي كدة، أنا راجل حر، وبحب الفن والثقافة، ومقدرش أكون راجل جاد».

ساويرس جرب “البهدلة” أكثر من مرة بعد نزوله حلبة الصراع السياسي عقب ثورة 25 يناير، أول “بهدلة” لرجل الأعمال الطامح في دور سياسي كانت عندما تصادم مع نظام حكم الإخوان، فالجماعة قررت خنقه بسبب فتح قناته لمعارضيهم، ففتحوا له ملفاته الضريبية واضطروه لمغادرة مصر فترة ليست بالقصيرة، ولا يعلم أحد بالتحديد إلى ما انتهت تلك الصفقة بعد عودة الإخوان للسجون.

بعد 30/6/2013 ظلت قناة ساويرس تعمل بالحد الأدنى للمهنية المطلوبة وفتح شاشتها للجميع باستثناء تنظيم الإخوان ومناصريهم، بالطبع لم يقنع “الأجهزتية” الجدد بهذا الدور، وتحت الضغط اضطر ساويرس لإنهاء التعاقد مع نجوم فضائيته من ريم ماجد إلى يسري فودة وانتهى الأمر ببيع القناة إلى الجهة التي سيطرت على معظم المشهد الإعلامي.

نفس الجهة التي ضغطت على رجل الأعمال لبيع الـ”ON-TV” قررت تجريده من ذراعه السياسي بعد أن قطعت له ذراعه الإعلامي، فسحب منه حزب المصريين الأحرار الذي أسسه بعد الثورة وأغدق عليه الملايين، وسلمته إلى بشوات العصر الجديد الذين قرروا فصل المؤسس ومؤيديه من الحزب.

عندما حاول ساويرس استرداد الحزب فتح هؤلاء ومن يحميهم النار على رجل الأعمال القبطي ووصل الأمر إلى اتهامه بالإرهاب، في بيان رسمي “إذا كان الداعون لهذا الحشد يعتقدون أن الفوضى على طريقة جماعة الإخوان الإرهابية يمكن أن تنتهى إلى مكاسب سياسية رخيصة، فعليهم التعلم من دروس الماضى القريب، ومحاولة فهم واستيعاب التحديات التى يواجهها وطن اختار الحرب على الإرهاب بيد، والإصرار على البناء باليد الأخرى”، قال البيان الصادر في فبراير الماضي.

الحزب أعلن في بيانه براءته من “دعاوى الحشد الملغومة، التى يتبناها نفر كانوا يوما من مؤسسى المصريين الأحرار، والذين ذهبوا إلى إعلان العصيان”، ردا على المؤتمر الصحفي الذي دعا له ساويرس و”أنفاره” لاسترجاع الحزب “المخطوف” من القيادات التي تتلقى تعليمات فوقية، بحسب تغريدة نجيب.

خرج ساويرس من معركة الحزب وهو “عارف الفولة واللي فيها”، رفع الراية البيضاء وكتم طموحه السياسي، وتحولت تغريداته المليونية إلى تغريدات في الثقافة والرياضة والفن وحقوق مسلمي الروهينجا.

لا أزايد على ساويرس ولا على غيره ممن آثروا السلامة، فالبطش والاغتيال المعنوي أصبح مصير كل صاحب طموح سياسي مشروع أو حتى رأي في هذا البلد، والسواد يحيط بالكل، والأمل يتبدد في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

في جمهورية الخوف قرر ساويرس وغيره من السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال أن يمشوا “داخل الحيط” حتى لا تنبح عليهم “كلاب السكك” وتأكل لحومهم أحياء.

The post ساويرس و”اخرة البهدلة” appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©