الخميس، 30 مارس 2017

أزمة الجوع تتمدد في شرق إفريقيا

البديل
أزمة الجوع تتمدد في شرق إفريقيا

يتعرض أكثر من مليون شخص في أربعة بلدان إفريقية لخطر المجاعة، وفقًا لتقديرات الأمم الأمم المتحدة، مما يجعلها أكبر أزمة تواجه العالم منذ عام 1945، حيث قالت الأمم المتحدة بوضوح إن أجزاء أخرى كثيرة في شرق إفريقيا على حافة الهاوية.

وقالت صحيفة الجارديان إن الوكالات الإنسانية تحتاج إلى 4.4 مليار دولار بحلول يوليو القادم فقط لمساعدة المحتاجين، خاصة في جنوب السودان والصومال، اللتين تعتبران من أكثر المناطق تضررًا في العالم، خاصة مناطق هرجيسا وبوراو في صوماليلاند.

وتابعت أن الوضع في الصومال تبدل تمامًا، حيث بدت المناظر الطبيعية قاتمة، وتناثرت مكان المراعي الخضراء جثث الحيوانات والمواشي من مختلف الأنواع التي لقيت حتفها من الجوع. هذه الحيوانات التي يعتمد عليها الناس في المراعي البدوية في تلك المنطقة، وتعتبر السبيل الوحيد لعيشهم.

وفي مدينة بوراو ثاني أكبر مدينة في الصومال يتكدس الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في المستشفيات، في الأجنحة الصغيرة التي تحمل حوالي 20 سريرًا، لا تكفي لعدد الأمهات والأطفال، وبعض الناس كذلك ملقون على مراتب مفروشة على الأرض ؛ بسبب عدم وجود مساحات.

والسؤال هنا لماذا تواجه شرق إفريقيا أزمة الجوع؟ وما الذي يمكن عمله؟

وأضافت الجارديان أنه في الوقت الذي ينتشر فيه الجوع في شرق إفريقيا، تهدد المجاعة بالاستيلاء على ما وراء جنوب السودان، حيث غياب المساعدة؛ مما يزيد الأمر بؤسًا، ويكثف التحديات التي تواجهها المنطقة من نقص غذاء وعمليات نزوح وعدم وجود المأوى المناسب ونقص المياه، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تفشي الأمراض خاصة بسبب الأشخاص الذين يعانون من سوء الصرف الصحي والمخيمات التي تتزايد باستمرار، فعندما يكون هناك كثير من الناس المشردين بسبب الجفاف، تكون هناك مخاوف بشأن تفشي الأوبئة، كالحصبة والكوليرا، وعلى سبيل المثال وردت تقارير عن تفشي مرض الحصبة، ليس في نطاق عامة الناس فقط، بل والممرضين والعاملين الصحيين، وبالنسبة للكوليرا كان السبب الرئيسي لها لجوء الناس إلى أخذ الإمدادات من المياه الملوثة أو القذرة، وبالطبع هذا سبب رئيسي لتفشيها.

وفي جنوب السودان يعتبر اختباء الناس في المستنقعات هربًا من الحرب بين قوات الحكومة والمتمردين سببًا رئيسيًّا لانتشار الأمراض، كما يعتبر سببًا رئيسيًّا لانتشار المجاعة وصعوبة وصول وكالات الإغاثة للمتضررين، خاصة وأنهم كانوا يختبئون في المستنقعات لعدة أشهر أو حتى لسنوات.

وأشارت إلى أن حكومة جنوب السودان قالت إنها ستتعهد بنسبة 1٪ من النداء الإنساني من قيمة ما يتحمله المجتمع الدولي، الذي يبلغ إجماليه 1.6 مليار دولار، وبالطبع 1٪ نسبة قليلة جدًّا، ولا تمثل جهدًا يذكر، خاصة وأن الحكومة هي إحدى الجهات الفاعلة في هذا النزاع المسلح، وهي مسؤولة بشكل كبير عن الأحداث المأساوية في البلاد.

والمشكلة التي تقف بوجه إنهاء المجاعة أن المعونات لا تستطيع الوصول بشكل كامل، بل قد تتمكن الجهات الفاعلة من الوصول للمحتاجين لمدة شهر فقط، ثم يتم تكرار نفس السيناريو مرارا وتكرارا، والمشكلة الحقيقية هي أن اتفاق السلام الذي وقع في عام 2015 انهار إلى حد كبير. وهناك إرادة قليلة جدًّا من جانب المجتمع الدولي للعودة إلى طاولة المفاوضات، وفي ضوء ذلك من الصعب جدًّا أن نرى كيف سينتهي هذا الصراع في وقت قريب.

وتابعت الصحيفة: رغم أن الوضع في الشرق الإفريقي كله سيئ، إلا أن الأوضاع تختلف من منطقة لأخرى، فمثلًا منطقة صوماليلاند الوضع مستقر بها نسبيًّا، حيث هناك قضية حركة الشباب النشطة جدًّا في الأجزاء الجنوبية من الصومال وأجزاء من بونتلاند، كما أن تقرير عام 2013 من قبل معهد التنمية في الخارج وجد أن حركة الشباب كانت ناجحة جدًّا في الضغط على جلب المال من منظمات الإغاثة، حتى إنها أنشأت مكتبها الإنساني لتنسيق ذلك.

The post أزمة الجوع تتمدد في شرق إفريقيا appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

كن مدون
جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©
كن مدون