البديل
بعد عودة أربعة.. الأهالي يطالبون بالإفراج عن باقي المحتجزين بالسجون الليبية
حالة من الحزن تخيم على أهالي قرية عرب الشنابلة التابعة لمركز أبنوب، بعد استمرار احتجاز 3 من أبناء القرية 8 شهور، وهم محمود شداد سيد، عبد المنعم خليفة أحمد، محمد محيي إبراهيم محمد، داخل سجن كرناده العسكرى بمنطقة البيضا بليبيا، دون تدخل من الجانب المصري، ودون معرفة أسباب القبض عليهم. وكان الأمل قد راودهم بعد إفراج السلطات الليبية عن أربعة عمال من مركز ديروط كانوا محتجزين أيضًا داخل السجن.
لم تكن تلك هي الواقعة الأولى من نوعها، لكن أهالي مركز أبنوب اعتادوا أن يتجرعوا كأس الحسرة على أبنائهم الذين يهربون من مرارة الفقر إلى أحضان الموت أو الأَسْر على أيدي المليشيات الليبية، بعد أن أصبحت ليبيا الملاذ الأول للشباب الذين لا يجدون وسيلة للعيش الكريم في بلدهم، ويراهنون على حياتهم لتحقيق حلم النجاة من الفقر والعيش في حياة أفضل، لكن الحلم سرعان ما يتبدد إما على أيدي الحكومات الليبية التي لا تشغلها حياة هؤلاء الشباب بقدر ما يعنيها إقصائهم عن الدولة، أو على أيدي المليشيات التي تتخذهم هدفًا للتربح.
وتقدم أهالي المحتجزين بطلب لوزارة الخارجية، لكن دون جدوى، وليست لديهم حيلة غير مناشدات للرئيس عبد الفتاح السيسي علها تعيد إليهم فلذات أكبادهم الذين شردت أحلامهم سجون الغربة، ومرت 8 شهور دون وجود حل لعودتهم أو تدخل من السلطات المصرية للإفراج عنهم، حتى بعد أن طالبت السلطات الليبية بتدخل الشأن المصري للإفراج عن العمال المحتجزين ـ على حد قول الأهالي.
وفي منزل شداد سيد، والد محمود، تتحدث ملامح وجهه الأسمر عن سنوات كدح وشقاء تخطت حاجز عمره الذي لم يتجاوز الـ45 عامًا، يعيش شداد في الطابق الأرضي من منزله البسيط، ويعول 6 أبناء لا يحملون مؤهلات دراسية، لعدم قدرته على مصروفات المدارس، فأجره كسائق على سيارة أجرة لا يكفي سوى إطعامهم.
وقال شداد: لديَّ 6 أبناء، علمتهم الحياة دروسًا أكثر فائدة من دروس وزارة التربية والتعليم، وحاول ابني محمود الذي يبلغ 20 عامًا أن يؤمِّن أشقاءه من الفقر، فقرر السفر أملًا في حياة كريمة له، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، وألقت السلطات الليبية القبض عليه هو و2 آخرين من القرية، وفقدنا التواصل معهم منذ وصولهم، وأخبرنا بعض شباب القرية الذين يعملون هناك أنهم في سجن جرنادا بمنطقة البيضية في ليبيا، وتابع: محمود بدأ يسافر منذ 3 سنوات؛ لأنه لم يكمل دراسته، وترك الدراسة وهو في الصف الثالث الإعدادي بسبب ضيق المعيشة، وتزوج منذ عامين لكن زوجته حاليًا في منزل أهلها.
وقال أحمد خليفة أحمد أبو ليلة، 38 سنة، شقيق عبد المنعم، أحد المحتجزين، إن أخيه سافر إلى ليبيا في 14 سبتمبر الماضي، ولم نعلم عنه شيئًا منذ هذا اليوم، أنا كنت في السعودية وقتها كلمني قبل سفره بـ3 أيام، وقلت له لا تسافر إلى ليبيا بسبب الحروب والدمار اللي فيها، لكنه قرر السفر إلى ليبيا بسبب قلة التكلفة، وهو قد سافر مرة من قبل وتلك هي المرة الثانية.
وأضاف أن عبد المنعم متزوج منذ 12 عامًا ولديه 3 بنات وولدين، أكبرهم شهد في الصف الأول الابتدائي، وتابع: نحن 9 أشقاء بينهم 5 بنات، لم نذهب إلى المدرسة نهائيًّا، كلنا فلاحون وكنا نسافر إلى محافظات وجه بحري نشتغل عمال مع مقاولين، أو نستأجر قطعة أرض ونزوعها، لكن دلوقت مفيش الاثنين وكل واحد فينا اضطر يدور على سفر علشان يقدر يصرف على أسرته، وباقي اخواتنا مقدروش يسافروا بسبب تكاليف السفر.
وقال عصام إبراهيم، عم محمد محيي، المحتجر بليبيا: محمد محيي ومحمود شداد وعبد المنعم خليفة معهم جوازات سفرهم، واتعرفوا على ناس اتفقوا معاهم على دفع من ألفين إلى 3 آلاف جنيه مقابل هجرتهم غير الشرعية إلى ليبيا، والفلوس دي طبعًا بيدفعوها هناك في ليبيا، وسافروا في 14 سبتمبر الماضي، ثم فقدنا الاتصال بهم، وعلمنا من شباب آخرين من القرية أنهم في سجن جرنادا بمنطقة البيضة.
وأضاف أن محمد حاصل على دبلوم، ومتزوج، وهو يعول جدته المسنة ووالدته وأشقاءه بعد وفاة والده، الى جانب أسرته، ودي المرة التانية يسافر فيها ليبيا وبيشتغل عامل محارة، وأحيانًا يشتغل مبيض حسب الظروف، لأنه ورث الصنعة عن والده، وعايش في بيت العائلة المبني من الطوب والطين، وظروفه المادية سيئة جدًّا.
وطالب الأهالي بتدخل الرئيس السيسي والسلطات المصرية من أجل حل الأزمه مع السلطات الليبية حتى يتمكنوا من العودة مثل العمال الأربعة الذين كانوا محتجزين بسجن كرنادة العسكري وتم الإفراج عنهم وتمكنوا من العودة الشهر الماضي.
كان 4 شباب محتجزين فى سجن كرنادة العسكري، التابع لمدينة البيضة بدولة ليبيا، إثر خلاف مع ضابط شرطة على أجرهم في تركيب بلاط بمنزل، وتم الإفراج عنهم الشهر الماضي.
The post بعد عودة أربعة.. الأهالي يطالبون بالإفراج عن باقي المحتجزين بالسجون الليبية appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات