البديل
معارك رمضانية| «وامعتصماه».. صرخة امرأة فتحت عمورية
“وامعتصماه”.. صرخة أطلقتها امرأة هاشمية استغاثت فيها بالخليفة المعتصم بالله، فما كان من الأخير إلا أن استجاب لها وقرر فتح عمورية وضمها إلى الإمبراطورية الإسلامية عقابا لملك الروم توفيل ميخائيل، ليحفر اسمه في التاريخ الإسلامي بحروف من نور حتى اليوم.
فتنة الخزمي
تعرضت الإمبراطورية الإسلامية لهزة قوية قادها بابك الخُرمي، الذي تزعم فرقة ضالة كانت تؤمن بالحلول وتناسخ الأرواح، وتدعو إلى الإباحية الجنسية، واتسعت رقعتها التي بدأت من أذريبجان حتى شملت همدان وأصبهان، وبلاد الأكراد وجرحان، فتصدى لها المعتصم بالله، فلجأ الخُزمي إلى الاستعانة بإمبراطور الروم وحثه على غزو لخلافة العباسية، حيث أرسل له رسالة جاء فيها: “إنَّ المعتصم لم يُبْقِ على بابه أحدٌ، فإنْ أردت الخروج إليه فليس في وجهك أحدٌ يمنعك”، واستجاب ملك الروم توفيل ميخائيل لاستغاثة بابك، وجهَّز جيشًا يزيد قُوامه على مائة ألف جندي، وسار به إلى بلاد الإسلام.
أسباب المعركة
هاجم ميخائيل مدن وقرى المسلمين على حدود الدولة، ومنها مدينة ملطيَّة فقتل فيها الكثير من أهلها، وأسر نساءها المسلمات اللاتي وصل عددهن إلى ألف امرأة، فضلًا عن أنه كان يمثِّل بالمسلمين فيقطع آذانهم وأُنوفهم، ويَسْمِلُ أعينهم، وكان من بين الأسيرات امرأة هاشمية تُدعى “شراة العلوية”، استغاثت بالخليفة المعتصم في أسرها ووصلت إليه الأخبار فلبى استغاثتها.
سأل المعتصم عن أقوى وأحصن مدن الروم فقيل له عمورية، لم يقدر أحد من المسلمين من قبل على الوصول إليها، فقرر فتحها فخرج إليها في جمادى الأولى 223هـ – أبريل 838م، وسار المعتصم بجيشه حتى وصل بالقرب من طرطوس، وعند سروج قَسَّمَ جيشه إلى فرقتين الأولى بقيادة الأفشين، ووجهتها أنقرة، والثانية بقيادته إلى أنقرة أيضا، لكن من طريقٍ آخر.
فتح عمورية
اصطدمت فرقة الأفشين في طريقها بجيش الأمبراطور الروماني عند “دزمون” فانهزم الروم في 25 من شعبان 223هـ/ 838م، وهرب الإمبراطور إلى القسطنطينية، وبقي قسم من جيشه في عمُّوريَّة بقيادة خاله “مناطس” حاكم أناتوليا، لتدخل جيوش المعتصم أنقرة التي أُخليت بعد هزيمة الإمبراطور، ثم تتوجه بعدها إلى عمورية التي وصلتها بعد عشرة أيام، وبدأت في ضرب الحصار عليها في 6 رمضان 223هـ -1 أغسطس 838م، وقتها بعث إمبراطور الروم رسالة إلى المعتصم يطلب منه الصلح ويعتذر عما فعله في ملطية متعهدا برد ما أخذه والإفراج عن أسرى المسلمين لديه، فما كان منه إلا أن رفض.
كانت غنائم الفتح كثيرة فقد استولى المسلمون على أموال كثيرة وأسروا أعدادا كبيرة من الروم افتدوا بها الأسرى المسلمين، وحاول المعتصم بالله أن يستمر في جهاده حتى فتح القسطنطينية، لكنه اكتشف وجود مؤامرة للتخلص منه من بعض أقربائه، فضلا عن أن فتح القسطنطينية يحتاج إلى قوى بحرية ضاربة لم يكن يمتلكها، وبهذا الفتح خلد التاريخ اسمه، وذكره الكثير من الشعراء في شعرهم ومنهم أبوتمام وحبيب بن أوس.
The post معارك رمضانية| «وامعتصماه».. صرخة امرأة فتحت عمورية appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات