البديل
حكاية صورة| عباقرة دولة الأدب في لقطة نادرة
حبى الله مصر بالعديد من المواهب الأدبية، التي غزا إنتاجها العالم، ويظهر في الصورة إحسان عبد القدوس يمسك بسيجارة، ثم توفيق الحكيم مستندا إلى عصاه، وترتسم ضحكة عريضة على وجه يوسف إدريس، ويد نجيب محفوظ ممدودة.
الصورة تؤكد أن مصرنا عظيمة وتزخر بالكثير من المثقفين والأدباء، أمثال إحسان عبدالقدوس، صاحب التاريخ المشرق في الرواية العربية، حيث عالج من خلالها الفساد الذي انتشر في المجتمع، وبحث عن الحرية، ومزج الحب بالواقع، وحارب الموروثات الخاطئة من أجل مجتمع أفضل، فرسم الشخصيات بكل تفاصيلها، تشعر كأنها لحما ودماً.
عرف عبد القدوس بجرأته في مناقشة القصص العاطفية، وابتعد عن أشكال الحب النمطي المتعارف عليها، فتناول حب الجنس والشهوات وانعدام الأخلاق، ليكسر كل التابوهات في “النظارة السوداء، بائع الحب، صانع الحب”، ما أحدث حوله جدلا كبيرا في المجتمع الذي كان يرفض مناقشة مثل هذه الموضوعات.
أما توفيق الحكيم، أحد أبرز الروائيين وكتاب المسرح في تاريخ الأدب العربي الحديث، أثر في جيل كامل من الأدباء والمبدعين؛ لطريقته المختلفة في الكتابة، التي ميزته عن غيره، كما أنه يعد مؤسس ورائد المسرح الذهني على مستوى العالم، وليس الوطن العربي فحسب.
للحكيم العديد من الأعمال، منها مسرحية “شهر زاد”، و”الأيدي الناعمة”، ورواية “يوميات نائب في الأرياف”، و”عودة الروح”، و”عصفور من الشرق”، وحصل على جوائز عديدة، منها: “قلادة الجمهورية، وجائزة الدولة في الآداب، وقلادة النيل، والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون”.
أما يوسف إدريس، فيعد رائدا من رواد القصة القصيرة، وأشهر المجددين في فنونها، ارتبط اسمه بها، وتميز أسلوبه بالدقة والتركيز والتعبير البليغ عن الأحداث، وتميزت القصة عنده بالواقعية، حيث أخذ يصور الحياة اليومية، خاصة المهمشين، كما نجح في استخدام العامية في قصصه، وكان يرى أن الفصحى لا يمكن أن تعبر عن توجهات الشعب وطموحاته، كما أن الحوار يعد ركنًا مهمًا من أركان القصة عنده، ويمثل جزءًا من التطور الدرامي للشخصيات، التي غالبًا ما كانت من البسطاء الذين يصارعون من أجل الصمود أمام مشاق الحياة.
ليوسف إدريس العديد من المؤلفات، سواء في القصة أو الرواية، أو المسرحية، منها “أرخص ليالي”، و”العسكري الأسود”، و”حادثة شرف”، و”النداهة”، ومن رواياته “الحرام”، وعن مسرحياته، فكتب العديد، مثل “الفرافير، الجنس الثالث، البهلوان، واللحظة الحرجة”.
أما نجيب محفوظ، فيستحق لقب مؤسس الرواية العربية المعاصرة؛ فقد نقل في أعماله حياة الطبقة المتوسطة في أحياء القاهرة، فعبر عن همومها وأحلامها، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية.
كما صور حياة الأسرة في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع، لكن هذه الأعمال التي اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعا رمزيا كما في رواياته “أولاد حارتنا”، و”الحرافيش” و”رحلة ابن فطومة”.
The post حكاية صورة| عباقرة دولة الأدب في لقطة نادرة appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات