البديل
16 شهرًا على حريق بازارات المنيا.. آثار النار تكشف غياب التطوير
مر نحو 16 شهرًا على حريق البازرات السياحية بالمنيا، التي أنشأت منذ 3 أعوام تقريبًا لطرحها للبيع، ضمن عملية تنشيط السياحة بالمحافظة، حيث كان من المقرر أن تصبح تلك المنطقة الأكثر جذبًا للسائحين بعد المناطق الأثرية، لشراء التحف والتماثيل والمشغولات منها، إلَّا أن انفجار اسطوانة بوتاجاز تخص أحد الخفراء المكلفين بتأمين المنطقة أطاح بحلم افتتاحها، ورغم مرور شهور عدة، فإن المحافظة لم تطور تلك البازرات، لتنضم إلى كتبية المشروعات المتوقفة بعروس الصعيد.
تقع البازارات بجنوب كورنيش النيل بمدينة المنيا بالقرب من معسكر قوات الأمن، ويبلغ عددها نحو 69 بازارًا، بينما بلغ عدد البازارت التي دُمرت تمامًا من أثر الحريق الذي ظل مندلعًا بها لأكثر من ساعتين، 23 بازارًا، جميعها كانت من الهياكل المعدنية المحاطة بالصاج من الجانبين والسقف، والواجهة من الزجاج.
المشروع كان حلمًا للكثير من أبناء المحافظة، حيث كان سيمثل نقلة تجارية مهمة، خاصة أنه يعد مشروعًا جديدًا من نوعه لاستقبال السائحين الوافدين للمحافظة لتفقد المناطق الأثرية، وافتقاد غالبية المناطق الأثرية وجود بازارات أو فنادق قريبة للإقامة فيها، مما يعني اتجاههم مساء كل يوم للإقامة بفنادق مدينة المنيا، وعند تجولهم بالشوارع التجارية التي تملأها العشوائيات يتعرضون للمضايقات تارة، والتشديدات الأمنية تارة أخرى، دون شراء شيء؛ لاقتصار غالبية البضائع بتلك المناطق على الملابس التقليلدية، في حين كانت ستمثل منطقة البازرات الوجه الأنسب لهم في رحلاتهم السياحية للمنيا.
يقول أحمد فتح الله، أحد أصحاب المحلات التجارية لبيع التُحف بشارع الحسيني التجاري بالمنيا: منطقة البازرات كانت ستصبح من أهم المناطق بالمحافظة، على غرار الأسواق المهمة في أسوان والأقصر، إذ كانت ستخصص للمشغولات التي تعبّر عن الحضارة المصرية القديمة، سواء ملابس أو فخار أو تماثيل منحوتة أو ميداليات للفراعنة وأشهر الحكام، مضيفًا أن تلك الأشياء يعشقها السائحون، وسيكون لها مردود جيد لعودتهم مرة أخرى وذويهم.
وأشار فتح الله إلى أن مدينة المنيا أصبحت مزدحمة بشكل كبير، وأن تجول السائحين بالشوارع العامة أو التجارية يعرضهم لكثير من المضايقات، لوجود عشرات المتسولين والباعة الجائلين، بالإضافة إلى رداءة البضائع الموجودة وعدم ملائمتها لجولتهم السياحة، إذ يحتاجون إلى أشياء تعبّر عن هوية المحافظة كرسومات أو تماثيل لنفرتيتي وإخناتون وما شابهها، حسب ذكره.
بينما أوضح محيي صلاح، أحد المقيمين بالقرب من البازارات المحترقة، أن الكثير من المواطنين كانوا ينتظرون موعد افتتاح تلك البازارات التي سيكون لها مردود جيد أيضًا على حركة السياحة الداخلية وللطلاب وصغار السن لتعريفهم بهوية بلدهم، إذ تتميز تلك البازارت بموقع متميز بالقرب من النيل، وبعدها عن الازدحام، مستنكرًا مماطلة مسؤولي المحليات والمحافظة في عدم تطوير البازارات المحترقة حتى الآن، رغم أن الحريق بسبب أحد الخفراء، مما أدى إلى خسائر كبيرة، ومرور عدة أشهر دون أي جديد.
من جانبه قال اللواء نبيل منصور، سكرتير عام محافظة المنيا: الأضرار التي أصابت البازارات المحترقة بسيطة، وجاري تطويرها، وقد تم طرح عدد من إجمالي تلك البازارت للاستثمار، مضيفا لـ«البديل» أن محافظ المنيا عصام البديوي يتابع ذلك المشروع لأهميته الكبيرة، وسيتم تشغيله قريبًا من خلال المستثمرين.
The post 16 شهرًا على حريق بازارات المنيا.. آثار النار تكشف غياب التطوير appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات