الجمعة، 25 أغسطس 2017

نصر الله يفرض شروطه التفاوضية على داعش

البديل
نصر الله يفرض شروطه التفاوضية على داعش

كشف الأمين العام لحرب الله اللبناني، حسن نصر الله، في خطاب له بالأمس، أن مفاوضات تجري حاليًّا مع مسلحي داعش داخل الأراضي السورية، وذلك بعدما طلب التنظيم من الجيش العربي السوري وحزب الله السماح له بالانسحاب من الحدود السورية اللبنانية إلى دير الزور، وأكد نصر الله على أنه “لا وقف لإطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق”، وشدد على أن أي اتفاق مع داعش سيكون شرطه الأول كشف مصير العسكريين اللبنانيين المختطفين وعودتهم إلى عائلاتهم ومؤسساتهم.

ويرى مراقبون أن كلمة “تفاوض” هنا لا تعني التفاوض بين حزب الله وتنظيم داعش الإرهابي بالصورة التقليدية للتفاوض، والتي تعني أن كل طرف يجب أن يقدم تنازلات للآخر، فنصر الله قالها بوضوح إن التفاوض يتم تحت النار، وفي هذه الحالة على طرف واحد فقط أن يقدم التنازلات وهو الطرف الخاسر، وبالتالي إما على داعش أن يقبل بكل الشروط المفروضه عليه من حزب الله، وإما عليه أن يستسلم، أو يرفضها ويتابع معركته الخاسرة؛ ليلقى حتفه في نهاية المطاف.

وأكد نصر الله أن تاريخ خروج مسلحي داعش من الأراضي اللبنانية هو يوم التحرير الثاني، بعد التحرير من الاحتلال الإسرائيلي في 25 مايو عام 2000، مشددًا على ضرورة الاحتفال والاحتفاء بأهمية تحرير الحدود الشرقية للبنان من الإرهاب الذي كان يحتلها.

وكشف الأمين العام للحزب أن المقاومة اللبنانية حررت 20 كم مربعًا من الأراضي اللبنانية الممتدة من قلعة الحصن إلى قلعة يونين باتجاه معبر الزمراني في عملية “وإن عدتم عدنا” يوم السبت الماضي.

الإنجازات القتالية التي قام بها حزب الله ضد تنظيم داعش الإرهابي في لبنان وسوريا تعتبر إنجازات كبيرة وعلى مستويات عدة، فعلى مستوى الداخل اللبناني أرسى حزب الله الاستقرار في لبنان من خلال التصدي للمجموعات الإرهابية التي بيتت النية للتدفق من سوريا إلى لبنان كما فعلت في العراق، اليوم بإخراج حزب الله داعش من كل الحدود اللبنانية فإن فتيل تفجير سياسي وأمني قد خرج من الساحة اللبنانية، والأمر أيضًا له انعكاسات على الجانب الآخر من الحدود من الناحية السورية.

فعلى المستوى الإقليمي عندما تحدث نصر الله عن هذا الإنجاز المتمثل في طرد داعش من الحدود اللبنانية، ربطه مباشرة بمسألة التعاون والتنسيق مع الحكومة اللبنانية والسورية، وأنه لولا هذا التنسيق بين القوى الثلاثة الأساسية المتواجدة في هذا المكان لما حدث هذا الإنجاز، وهو الأمر الذي يمهد لتنسيق بين هذه القوى في مجالات أخرى، وعلى الرغم من أن هناك أطرافًا حكومية لبنانية ترفض التنسيق مع الحكومة السورية، فهناك أجنحة في الحكومة اللبنانية قرارهم السياسي يُؤخذ من الخارج ومن دول خليجية، وهو الأمر الذي أثبت فشله الذريع بعد إنجازات المقاومة والجيش اللبناني في جرود عرسال وطرد جبهة النصرة منها، فالمصلحة الوطنية اللبنانية تستدعي مثل هذا التنسيق، وفي خطابه الأخير طرح نصر الله في الجانب المتعلق بالمعارك الحدودية معادلة جديدة، فبالإضافة للمعادلة الذهبية التي يتبناها حزب الله وهي “الجيش اللبناني، والشعب والمقاومة” أضاف لها الجيش السوري.

المهم في خطاب الأمين العام لحزب الله النقطة المتمثلة في أهمية تحرير الحدود اللبنانية السورية من داعش، حيث اعتبر هذا التحرير بمثابة تحرير ثانٍ بعد التحرير الأول من العدو الإسرائيلي، وهذا له ما يبرره، فالحدود السورية اللبنانية ساهمت وبقوة في تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني في حرب تموز 2006 وغيرها من الحروب، فعبرها تدفق السلاح من الجيش السوري وإيران إلى حزب الله، ومن خلالها تم استيعاب النازحين من اللبنانيين إلى العمق السوري، وبالتالي هذه الحدود الشرقية لا تقل أهمية عند حزب الله من الحدود الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة، وبذلك فشلت تل أبيب في قطع الشريان السوري الإيراني بحزب الله عبر الحدود، بل على العكس عزز حزب الله من سيطرته على هذه الحدود، وبالتالي كل ما كانت تحلم به إسرائيل انهار أمام صمود المقاومة والجيش السوري، حيث تمكنت القوات الحكومية السورية من السيطرة على معبر رأس الشاحوط وعدد من التلال في منطقة القلمون، كما تمكن الجيش السوري من استعادة عدد من القرى في عمق البادية في ريف حمص الشرقي من مسلحي داعش، وفي ريف الرقة الشرقي وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وداعش.

The post نصر الله يفرض شروطه التفاوضية على داعش appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©