الخميس، 24 أغسطس 2017

روسيا تدخل على خط الوساطة في أزمة الخليج.. هل تنجح؟

البديل
روسيا تدخل على خط الوساطة في أزمة الخليج.. هل تنجح؟

 

دخلت روسيا مؤخرًا على خط الدول التي تحاول الوساطة في الأزمة الخليجية، بعد الكويت وتركيا وأمريكا، حيث أكدت الخارجية الروسية اليوم في بيان لها، خبر زيارة وزير الخارجية، سيرجي لافروف، إلى دول الخليج، تتضمن جولته الكويت وقطر والإمارات، في محاولة منه لإحداث اختراق في الأزمة التي تعقدت بمرور الوقت، مع رفض كل طرف التنازل عن موقفه لحلها.

وقاطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها بقطر منذ يونيو الماضي؛ بسبب اتهامها بدعم الإرهاب وإيواء المتطرفين والمطلوبين أمنيا على قوائم الدول العربية، إلا أن الدوحة تنفي الاتهام وتعتبر الأمر برمته حصارًا ضدها من الدول المذكورة لتقديم تنازلات تخص سيادتها.

ودخلت أكثر من دولة على خط الوساطة، لكن لم يحقق أي منهم اختراقا، إلا أن موسكو تأمل مجددًا أن يكون لها دور في إنهاء الأزمة، لاسيما أنه لها قوة نفوذ واسعة داخل منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية، ما دفع محللين إلى اعتبار أن روسيا قد تنجح في حلحلة الأزمة، خاصة أن علاقاتها بدول طرفي الأزمة جيدة.

ورغم عدم تعليق أي طرف خليجي على الزيارة حتى الآن، لكن ما يعود إلى الأذهان، تصريح سابق لوزير الخارجية الروسي، قال فيه إن بلاده مستعدة للوساطة في الأزمة الخليجية، إذا تلقت طلبًا بذلك، ليبدو واضحًا من تصريحات لافروف أن بلاده لن تتدخل في الأزمة أو حلها ولعب دور الوسيط، إلا إذا طلب منها، وبالتالي فإنه من المستنتج أن طرفًا ما وعلى الأرجح قطر التي زار وزير دفاعها مؤخرًا موسكو، طلبت تدخل روسيا من أجل حل الأزمة.

وكان وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، زار روسيا بعد حوالي أسبوع من إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر، والتقى نظيره الروسي سيرجي لافروف، وأكد الوزيران حينها على الحوار لحل الأزمة الخليجية.

الموقف الروسي من الأزمة

ومنذ بداية الأزمة، وتحاول روسيا أن تنأي بنفسها عن تحديد موقف واضح لها، فقالت على لسان دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أيام من الخطاب المنسوب للأمير القطري تميم بن حمد آل خليفة، الذي انفجرت على إثره المشكلة، في أول تعليق لـ”الكرملين”، إنَّ موسكو لا تتدخل في شؤون دول أخرى ولا في شؤون دول الخليج، لأنها تقدر علاقاتها مع الدول الخليجية مجتمعة ومع كل دولة على حدة.

ورغم هذا التصريح المبهم، إلا أن روسيا تولي اهتمامًا كبيرًا بما يدور في المنطقة، لما له من تأثير على الملف السوري الذي يعتبر أحد أهم مصالح الروس في المنطقة، حيث كان الرئيس فلاديمير بوتين أكد من قبل أن الأزمة لها تأثير كبير على منطقة الشرق الأوسط.

وسيط محايد

وقد يكون موقفها المحايد من الأزمة سبب تعويل الطرف الذي طلب منها الوساطة أن تنجح في اختراق الملف، ففي كل مراحل الأزمة وتتعاطى روسيا معها بمبدأ إمساك العصا من المنتصف، حيث وجه بوتين أكثر من رسالة بشأن ضرورة الحوار لحل الأزمة، ولم تتحرك بلاده على أي صعيد سواء مع هذا الطرف أو ذاك، بخلاف ما فعلته دولة مثل تركيا التي حاولت أن تتوسط، لكنها فشلت بسبب علاقتها الوطيدة بقطر من خلال الصفقات العسكرية والتجارية التي أبرمتها معها، كما الأيدلوجية التي تبيح احتضان جماعات الإسلام السياسي.

دخول روسيا لصالح قطر

يرى كثير من المراقبين أن استدعاء روسيا للوساطة بين دول الخليج، أمر تستفيد منه الدوحة أكثر من دول المقاطعة الأخرى، على أساس أن روسيا ستكون مواجهة للموقف الأمريكي الذي اعتبره البعض أقرب إلى دول المقاطعة، لاسيما بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قال فيها إن على قطر التوقف عن “تمويل الإرهاب”.

The post روسيا تدخل على خط الوساطة في أزمة الخليج.. هل تنجح؟ appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©