الأربعاء، 23 أغسطس 2017

وكالة الطاقة الذرية.. ملاذ أمريكا لتمزيق الاتفاق النووي الإيراني

البديل
وكالة الطاقة الذرية.. ملاذ أمريكا لتمزيق الاتفاق النووي الإيراني

 

تتوالى تحركات الولايات المتحدة الأمريكية لنسف الاتفاق النووي مع إيران، ورغم فشل واشنطن في جذب العديد من الدول الغربية والأوروبية إلى صفوفها لتمزيق الاتفاق الذي تم توقيعه في يوليو عام 2015، إلا أنها اختارت التوجه إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتشكيك في جدية طهران والتزامها ببنود الاتفاق، فهل ستنجح الجهود الأمريكية وستخضع الوكالة للإملاءات والضغوطات، أم ستتمسك بتصريحاتها السابقة وتأكيداتها أن إيران ملتزمة تمامًا بالاتفاق؟

وصلت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة النمساوية فيينا، في محاولة أمريكية ربما تكون الأخيرة لتشكيك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مدى التزام إيران بالاتفاق النووي، حيث أكدت مصادر سياسية مواكبة للأحداث، أنه من المقرر أن تلتقي هيلي مسؤولي الوكالة هناك، لتطرح بعض الأسئلة التشكيكية حول تفتيش الوكالة الدولية للأماكن التي شهدت نشاطًا سريًا في إيران سابقًا، خاصة أن إيران رفضت سابقًا وبشكل قاطع السماح للمفتشين الدوليين بزيارة المواقع العسكرية.

وتساءلت هيلي عن سبب عدم السماح للمفتشين دخول هذه الأماكن إذا كانت إيران لا تخفي شيئا، مضيفة: “توجد بالفعل مشكلات في هذه المواقع، ومن ثم هل سيضمون ذلك إلى ما سيفحصونه للتأكد من عدم وجود مثل هذه المشكلات؟، لديهم سلطة فحص المواقع العسكرية الآن، لديهم سلطة فحص أي مواقع مريبة الآن، كل ما في الأمر هل هم سيفعلون ذلك”، في إشارة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضحت السفيرة الأمريكية أن مهمتها في فيينا تقتصر على طرح الأسئلة، وليس دفع الوكالة الدولية لفعل شيء معين، مؤكدة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يتخذ القرار بعد حول الخطوة التالية بشأن الاتفاق النووي، وتابعت: إننا لم نتخذ القرار بعد، ما نقوم به هو العمل للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات، وأضافت: من المقرر أن يرد مسؤولو الوكالة على أسئلة أمريكا حول تأثير واتساع نطاق عمليات التفتيش بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهذا  الموضوع لا يعني أن الولايات المتحدة أصدرت الحكم مسبقًا حول التزام إيران أو عدمه بنص الاتفاق النووي.

من جانبه، علق وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على الزيارة الأمريكية إلى فيينا والتي اعتبرتها إيران استفزازية وتتضمن رسائل سياسية، وحذر ظريف في رسالة بعثها إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيو أمانو، من أن زيارة المسؤولة الأمريكية إلى النمسا ستكون لها تداعيات سلبية على الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية.

المسؤولة الأمريكية المعروفة بعداوتها الشديدة لإيران وتطرفها، ردت على الرسالة الإيرانية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلة: من اللافت جدًا لي أن إيران قلقة من زيارتي إلى فيينا، لو كان حسابهم نظيفًا فلا ينبغي أن يقلقوا من أسئلتي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

التحركات الأمريكية الأخيرة والالتفافات ومحاولات الضغط على بعض الدول لنبذ الاتفاق والعقوبات الأمريكية التي تتزايد يومًا بعد الآخر، يبدو أنها ستدفع إيران قريبًا إلى تمزيق الاتفاق فعليًا، حيث هدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، بأن إيران تستطيع استئناف إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، في غضون خمسة أيام إذا أُلغي الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن 7 تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أقرت بالتزام إيران بالاتفاق.

وتزداد التوترات الإيرانية الأمريكية حدة يومًا بعد الآخر، على خلفية محاولات الإدارة الأمريكية تنفيذ وعودها السابقة التي قطعها الرئيس دونالد ترامب، على نفسه بتمزيق الاتفاق الذي وصفه بـ”الأسوأ في التاريخ”، حيث أقر الكونجرس الأمريكي العديد من العقوبات على شخصيات ومؤسسات إيرانية، ومحاولات جذب الدول الأوروبية والغربية الشريكة في الاتفاق إلى الصفوف الأمريكية لحشد الدعم لتأييد الانسحاب من الاتفاق، وهو ما دفع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مؤخرًا إلى التهديد بالانسحاب من الاتفاق إذا أقرت أمريكا عقوبات جديدة على إيران.

The post وكالة الطاقة الذرية.. ملاذ أمريكا لتمزيق الاتفاق النووي الإيراني appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©