البديل
أمريكا لن تحقق أي نجاح في أفغانستان (مترجم)
لقد حاولنا فعل كل شيء في أفغانستان، وكان أول الدروس المستفادة هو عدم نجاح أي خطة.
حاولنا استخدام البصمة الخفيفة حيث لم تتجاوز أعداد القوات الأمريكية الشهرية 25 ألف جندي، بداية من الهزيمة الأولية لطالبان في عام 2001 وحتى عام 2007، وكانت النتيجة أن الحركة أعادت تشكيل نفسها من خلال قيادة مؤمنة في باكستان، وحققت تقدما في أكثر من نصف أفعانستان.
استخدمنا البصمة الكبيرة، وحين أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ترشحه للانتخابات الرئاسية في عام 2008، أكد ضرورة الفوز بحرب أفغانستان، وبعد أن تولى منصبه أصدر أمرا بزيادة عدد القوات الأمريكية هناك إلى 100 ألف جندي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجنود في قوات حلف شمال الأطلسي، وكانت النتيجة، طرد حركة طالبان من معقلها، وتسليم الحكومة الأفغانية هذه المناطق.
كانت زيادة عدد الجنود الأمريكيين في أفغانستان مؤقتة، ومع رحيلهم عادت حركة طالبان مرة أخرى.
حاولت الولايات المتحدة بناء دولة أفغانية، وبداية من عام 2014، أنفقت واشنطن نحو 104 مليارات دولار على صناديق الإغاثة وإعادة إعمار أفغانستان، وخصصت معظمها للأمن، كان هناك 30 مليار دولار للتنمية والحكومة، و7.5 مليار دولار لمكافحة المخدرات، وكانت نتيجة ما سبق، أن أصبح 3 من بين 5 أفغانيين يعانون من الأمية، كما قتل نحو 4 آلاف من قوات الأمن الأفغانية في خلال شهر، واحتلت البلاد المرتبة 169 من بين 176 دولة في مؤشر الفساد في منظمة الشفافية الدولية، كما زادت نسبة إنتاج الأفيون.
حاولت الولايات المتحدة قتل الإرهابيين، وبالفعل قتلت نحو 42 ألفا من طالبان و19 ألفا من جماعات أخرى، منذ عام 2001، وفقا لمؤشرات عام 2016، ونفذت واشنطن أكثر من 400 غارة بدون طيار في باكستان، مما أدى إلى إضعاف القيادة الأساسية لتنظيم القاعدة، وفي العام الماضي، قتلت إحدى الطائرات بدون طيار زعيم طالبان الملا أختر محمد منصور، أما النتيجة فجاءت كالتالي: كان عدد حركة طالبان في عام 2005، يتراوح بين ألفين و10 آلاف مقاتل، وفي غضون 10 سنوات زاد عددهم ليبلغ نحو 60 ألف مقاتل.
اتبعت الولايات المتحدة سياسة الثواب والعقاب مع باكستان، وفي عام 2011 قدمت واشنطن مساعدات إلى إسلام أباد بقيمة 3.5 مليارات دولار، وفي نفس العام أعلن أوباما عن مقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة في مدينة أبوتاباد، ثم أوقفت الإدارة الأمريكية المساعدات، وكانت النتيجة قطع جيميس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، مبلغ 50 مليار دولار من المساعدات لباكستان بحجة أن الدولة الباكستانية لم تتخذ إجراءات كافية ضد شبكة حقاني، رغم أن إسلام أباد تدعي غير ذلك، ومع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان دخلت الصين للبلاد باستثمارات تصل إلى 62 مليار دولار هذا العام.
كانت الدبلوماسية أحد الأساليب التي اتبعتها الولايات المتحدة في أفغانستان، وحاول وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، إحضار طالبان إلى مائدة المفاوضات، ولكن النتيجة كانت شن الحركة هجوما صاروخيا استهدف كيري خلال زيارته للبلاد في العام الماضي، وتصر طالبان على انسحاب جميع القوات الأجنبية قبل دخولها أي محادثات، وعدم تقاسم السلطة مع حكومة منتخبة.
راح ضحية الحرب الأفغانية بين عامي 1990 و2000، عشرات الآلاف من الأفغان، في 3 موجات من الحرب الأهلية، وقد استولت طالبان على كابول في عام 1996، وعاد أسامة بن لادن في العام نفسه، واختبرت الهند وباكستان أسلحتهما النووية بعد عامين، ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر.
قتل أوباما كثيرا من الإرهابيين، واعتقد جورج دبليو بوش، أنه يتبع سياسة صحيحة ولم يحدد موعدا للانسحاب من الحرب الأفغانية، وكل من بوش وأوباما اتبعا أسلوبا صارما مع باكستان، وقاما باستعراضات مكثفة للسياسات العامة، ويعتقد الرئيس ترامب، أنه يتبع سياسة جديدة في أفغانستان، ولكنه مخطئ.
يعتقد ترامب أيضا أنه سيربح الحرب الأفغانية وهذا لن يحدث أيضا طوال الحياة، وحتى لو تم قتل الإرهابيين كافة في الغد فإنهم سيعودون مرة أخرى ما داموا قادرين على الاعتماد على التعصب الديني والعرقي وأرباح تجارة الهروين.
لن تفوز أمريكا بالحرب في أفغانستان، كما أنها لا تستطيع ترك أفغانستان؛ لأن ذلك سيخلق نوعا من الفراغ في البلاد وسرعان ما ستشغله داعش، وسيؤثر ذلك على سوريا والعراق.
ماذا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل؟.. من خلال زيادة متواضعة في القوات الأمريكية يمكن توفير دعم عسكري للحكومة الأفغانية لضمان عدم استيلاء طالبان على المدن الأفغانية.
خلاصة القول، أمريكا بحاجة لنهج جديد تجاه أفغانستان، بداية من وجهة النظر العسكرية والقدرة على الاستمرار، ووجهة النظر السياسية والحفاظ على أفغانستان لتصبح بلدا مفتوحا، ولكن للأسف، لدى ترامب أكبر مجموعة من الخيارات السيئة لأفغانستان.
The post أمريكا لن تحقق أي نجاح في أفغانستان (مترجم) appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات