السبت، 5 أغسطس 2017

حكاية مكان| قصر فورتينيه بالمنيا.. تحفة معمارية تحول لمخزن خردة ومرعى للمواشي

البديل
حكاية مكان| قصر فورتينيه بالمنيا.. تحفة معمارية تحول لمخزن خردة ومرعى للمواشي

مر أكثر من مائة عام على إنشاء قصر الخواجة فورتينيه أنطونيو، الذي يحظى بتصميم معماري فريد على الطريقة الإيطالية، تحول خلالها من مقر لأكبر تجار الأقطان بصعيد مصر إلى منفى لأصحاب الأمراض الخبيثة، ثم مخزن «خردة» لمديرية الصحة، بينما أصبحت حديقته التي كانت تملأها أشجار الفواكه المختلفة إلى مرعى للأغنام.

يقع قصر فورتينيه على مسافة قريبة من مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، إذ يتبع عزبة فورتينيه والتي اشتراها الخواجه، وشيده عام 1916، وهو التاريخ المسجل أعلى مدخل باب القصر، حيث يعد فورتينيه أنطونيو أحد أكبر تجار القطن في الصعيد خلال العشرينيات وحتى الخمسينيات من القرن الماضي، وأتخذ قصره مقرًّا لتسهيل تنقلاته بين محافظات الصعيد وإجراء مبايعات القطن وتوزيعه.

يصنف مسؤولو الآثار القصر ضمن التحف المعمارية والتي شيدت على الطراز الإيطالي، إذ يضم القصر في الجانب الأيسر غرفة كانت قد خصصت للبواب، ثم يضم القصر بدرومًا به مطبخ، ثم طابقين، حيث يحوي الطابقان عددًا من الغرف لأسرة الخواجة فورتينيه، ثم قبة القصر والتي تعلوها الاتجاهات الأربعة مدونة ببداية كل حرف منها بالإنجليزية.

وعلى الناحية الأخرى يوجد مبنى شيد خصيصًا لوكيل الخواجة، يضم وحدة سكنية متكاملة، بينما تحيط بجميع تلك المباني حديقة القصر، والتي كانت تضم نحو 90 شجرة مانجو وشجر لارنج وأعناب.

أصبح قصر فورتينيه ملكًا للحكومة المصرية عقب ثورة يوليو 1952، وترك الخواجه فورتينيه وأسرته مصر وعاد إلى فرنسا مرة أخرى، وآلت حديقة القصر للإصلاح الزراعي، والتي تضم عددًا من الأشجار النادرة، ثم تم تأجيرها لإحدى الشركات، وفيما بعد استحوذ عليها أحد الفلاحين وتم تحويلها لحظيرة مواش، وتدمرت غالبية الأشجار.

القصر وغرفه المتعددة تحول إلى منفى لأصحاب الأمراض الخبيثة والموبوئين خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ليكونوا بعيدًا عن المدينة والقرى، ثم حولته مديرية الصحة إلى مخزن للخردة والمعدات المتهالكه، رغم أنه على قدر كبير من الجمال وليس آيلًا للسقوط، ورغم محاولات هيئة الآثار ضمه إليها بعد معاينته عدة مرات سابقًا، إلَّا أنها لم تنجح في ذلك، كغيره من القصور ذات الطابع الأثرى.

ابنة الخواجة الفرنسي أنطونيو فورتينيه جاءت لمحاولة استعادة قصر أبيها مرة أخرى منذ عدة سنوات ومحاولة شرائه، إلَّا أنها لم تجد من يستقبلها لاسترداد القصر وهاجرت مرة أخرى ـ بحسب بعض سكان العزبة.

The post حكاية مكان| قصر فورتينيه بالمنيا.. تحفة معمارية تحول لمخزن خردة ومرعى للمواشي appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

كن مدون
جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©
كن مدون