البديل
ترامب يميل إلى النزعة العسكرية أكثر من بوش (مترجم)
كان أداء دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، خطيرًا، حيث احتوى على الكثير من الكذب، خاصة حين قال: إذا اضطررنا إلى الدفاع عن أنفسنا وحلفائنا، فلن يكون أمامنا خيار سوى تدمير كوريا الشمالية كاملاً.
الاختيار هو امتياز السلطة والاعتدال هو التزامها، وترامب لا يفهم ذلك، فهو فقط يسعى خلف شيئين، وهما إيران وكوريا الشمالية، فلا يوجد تشابه بينهما، رغم أن كليهما يسعى للدفاع عن نفسه بامتلاك الأسلحة النووية التي أيضًا تمتلكها أمريكا وحلفاؤها، ولا توجد قوة خارجة توقف واشنطن عن امتلاك هذه الأسلحة، ومن غير الواضح كيف ستستخدمها.
تعد فكرة تهديد كوريا الشمالية للولايات المتحدة نوعًا من العبث وجنون العظمة الذي يصيب واشنطن، فلو كان حاكم بيونج يانج مجنونًا حقًّا لوجَّه صاروخًا نوويًّا نحو هاواي أو ولاية أوريغون، وتسبب في فوضى رهيبة قادت إلى إشعال أزمة علاقات بين الصين وأمريكا.
إذا دخلت الولايات المتحدة في حرب آسيوية أخرى بدافع الانتقام، فإنها ستخسر هذه الحرب، كما كان الحال في حرب فيتنام.
أعلن ترامب رفضه الحربين الأفغانية والعراقية اللتين يدعمها حلف الناتو، كما أظهر رغبته في مزيد من التقارب مع السعودية وكذلك روسيا.
يتجه ترامب سريعًا نحو نزعة البلطجة والعسكرية أكثر من جورج دبليو بوش، الرئيس الأمريكي الأسبق، فقد أرسل مزيدًا من القوات إلى أفغانستان، وضرب سوريا بالصواريخ، فهو يريد الفوز، ويرى أن الطريقة الوحيدة لذلك هي القتال، كما أن أكبر نقاط ضعفه تكمن في أنه ليس لديه خيار.
يجب ألا يكون لبريطانيا أي علاقة بكذب ترامب، فقد ورط توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، بريطانيا في حروب تخوضها الولايات المتحدة، وكانت تكلفتها مروعة، من حيث حياة الجنود البريطانيين وأموال دافعي الضرائب، بجانب تأجيج الإرهاب الداخلي، وإذا استمرت بريطانيا في اتباع السياسة الأمريكية، فلن تزرع بذور السلام نتيجة المشاريع الأمريكية المضللة.
لا تزال المملكة المتحدة تدفع ثمن ما قام به بلير، حيث توجد قوات بريطانية في العراق وأفغانستان، ولكن الأخطر الحرب الأفغانية التي تؤكد ضياع السياسة الخارجية البريطانية.
تورط بريطانيا في العراق وأفغانستان يرجع ببساطة إلى رغبة بلير في دعم بوش، ردًّا على هجمات 11 سبتمبر، والآن تفعل المملكة المتحدة الشيء نفسه مع ترامب، حيث تدعمه في هجومه على كوريا الشمالية والذي يزداد يومًا تلو الآخر.
لا تشكل كوريا الشمالية تهديدًا لبريطانيا، ولا تشكل أيضًا مصلحة، ولكن ذهبت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، في الشهر الماضي إلى اليابان؛ لمناقشة ما يمكن فعله مع كوريا، ووجهت رسالة إلى الصين بأنها المسؤولة عن كبح جماح بيونغ يانغ.
ما تقوم به ماي يشبه حرب الأفيون، حتى إن بريطانيا رفضت استبعاد أي رد عسكري أو حرب إلكترونية، وبالتالي تقف ماي بجانب الولايات المتحدة.
تشبه السياسة الخارجية البريطانية نقوش الشمانية القديمة، فهي مغلفة بالغبار، كما أن ماي تتبع نهج أسلافها؛ لإرضاء الولايات المتحدة وتجنب إزعاجها، فلا يوجد بلد أوروبي يتصرف بنفس الطريقة التي تقوم بها بريطانيا، ويتكبد خسائر في المال والأرواح من أجل واشنطن، فالسياسة البريطانية مخزية تمامًا كخطورة ترامب.
The post ترامب يميل إلى النزعة العسكرية أكثر من بوش (مترجم) appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات