البديل
صور| «مأوى الأرواح السماوية».. مدينة أثرية تحت الأرض تنتظر التطوير
لم يكن الطريق الى مدينة الأرواح السماوية بمنطقة تونا الجبل التي تقبع تحت أرض محافظة المنيا “عاصمة مصر القديمة” سهلًا، بعد أن دُفنت بمرور الزمان تحت الأرض آلاف السنين، وظهرت منذ 70 عامًا تقريبًا، بفضل البعثات الاستكشافية بكلية الآثار بجامعة القاهرة تحت قيادة العالم الأُثري سامي جبرة، لتدخل في مسلسل الآثار الدفينة وعدم جاهزيتها لاستقبال السائحين، رغم أن كافة الأبحاث أشارت إلى أن المدينة تمتد لكيلومترات تحت الأرض، وتقود إلى كنوز لم يفصح عنها حتى الآن.
على بعد 80 كيلو مترًا من مدينة المنيا توجد المدينة الدفينة، وبها عدة سراديب، أطلق عليها عدة أسماء، منها سراديب المدينة القديمة، وسراديب المعبد الأعظم، وتبين أنها أكبر جبانة بمصر القديمة لدفن المعبود تحوت وبعض الحيوانات المقدسة، وأنها تؤدي لغرف ومزيد من الكنوز الدفينة التي ما زال البحث عنها مستمرًّا.
بحسب الدراسات الكشفية التي أجريت وكشفتها الأجهزة الدقيقة، فإن المدينة مساحتها تقترب من 3 كيلو مترات تحت الأرض بمنطقة تونا الجبل، وأنها خصصت لدفن الحيوانات المقدسة، والتي توضع داخل توابيت مصنوعة من الفخار أو حجرية أو خشبية، ويتم دفنها للتقرب من الآلهة.
أبرز ما أعلن عنه في تلك المدينة هو وجود 3 سراديب شديدة الأهمية، إذ تم تخصيص السرادب الأول للطائر توت أو “أبيس”، و يتميز السرداب الثاني والذي يرجح إنشاؤه خلال العصر البطلمي، باحتوائه على عدة ممرات تقود طرقًا عديدة وبها اماكن مخصصة لحفظ مومياوات الطائر المقدس، بينما يعتبر السرداب الثالث هو الأكثر أهمية بعد أن اكتشفوا به غرفة تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وكانت تستقبل الندوات المختلفة للكهنة، وبداخلها مومياء لقرد البابون لاستلام القرابين، ويملأ الغرفة نقوش عديدة، إلا أن غالبية محتوياتها تم نقلها للمتاحف المختلفة داخل مصر وخارجها، بعد أن تعرضت للسرقة خلال أعوام طويلة عقب اكتشافها؛ لعدم التكثيف الأمني وغياب قوانين الآثار حتى سنوات منتصف القرن الماضي.
الطرق المؤدية حاليًّا إلى تلك المنطقة والتي تقع بالظهير الصحراوي الغربي بزمام مركز ملوي جنوب المنيا، ما زالت تعاني عدم تمهيد الطرق، أو وجود عمدان إنارة، وكذا ضعف التكثيف الأمني هناك، ما تسبب في توافد العديد من السارقين للتنقيب عن الآثار بمناطق قريبة منها، خاضة في ظل تأكيد مسؤولي الآثار على أهمية السراديب والمنطقة ككل، وأن البعثات ستتوصل إلى مزيد من الاكتشافات خلال سنوات قليلة مقبلة، بعد اكتشاف 16 مومياء بشرية بإحدى المقابر بمنطقة قريبة من هناك، لتعد أولى الجبانات الآدمية التي تكتشف بمنطقة مصر الوسطى.
محافظة المنيا اعترفت في بيان رسمي منذ عدة شهور بضرورة سرعة تطوير المنطقة، وقال حينها المحافظ عصام البديوي إنه جارٍ التخطيط لتركيب كشافات إضاءة وتمهيد الطرق المؤدية للسراديب، لتسهيل زيارتها من قبل السائحين، وطالب برفع التعديات والإهمال الموجود بكافة المناطق الأثرية.
The post صور| «مأوى الأرواح السماوية».. مدينة أثرية تحت الأرض تنتظر التطوير appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات