البديل
تقنية حديثة لمعالجة مياه الصرف باستخدام سعف النخيل
تقنية جديدة توصلت إليها وزارة الزراعة متمثلة في المعمل المركزي للنخيل لمعالجة ملوحة التربة، ومعالجة مياه الصرف بما يمكن من إعادة استخدامها مرة أخرى في الزراعة، لتلبية الاحتياجات المائية وسد العجز والفجوة بين المتاح والاحتياجات الفعلية.
وفي إطار بحثها المستمر لاستحداث طرق ووسائل لمعالجة مياه الصرف بأنواعها الثلاثة “الزراعي، الصناعي، والصحي” كضرورة ملحة، حيث تستهلك الزراعة ما يقرب من 85% من موارد مصر المائية، توصل المعمل المركزي للنخيل، إلى تقنية جديدة تعتمد على معطيات ومقومات البيئة المحلية المصرية، باستخدام “سعف النخيل” بعد تحويله إلى كربون منزوع المياه.
الدكتورة لبنى محمد عبد الجليل، أستاذ مساعد المعمل المركزي للنخيل والمسؤولة عن صوب أقلمة النخيل بمركز البحوث الزراعية، قالت إنه تم التوصل إلى تقنية للاستفادة من سعف وأوراق النخيل في تنقية المياه، خاصة مياه الصرف الصحي والصرف الصناعي، وتخليصها من المركبات الكيميائية والدوائية السامة والأصباغ قبل وصولها إلى المجاري العامة، مؤكدة على أن الكربون المستخلص من أوراق النخيل (سعف النخيل)، يعد الأكثر كفاءة والأقل سعرًا في تخليص المياه من المكونات السامة، وتماثل كفاءته أنواع الكربون النشط الأخرى، بل يمتاز عنها بتوافره ورخص ثمنه.
وأوضافت أنه من الصعب التوصل لمادة واحدة قادرة على التخلص من المركبات الكيميائية والصناعية السامة من مياه الصرف الصناعي، بالإضافة إلى عدد من المركبات الدوائية والمعادن الثقيلة والأصباغ، لاختلاف قوى الربط الضرورية لإزالتها من مياه الصرف، لذلك بدأ المعمل في تصميم مواد محوّرة من سعف النخيل للتخلص من كل من هذه الملوثات، موضحة أنه تم تحضير كربون منزوع المياه وكربون نشط كيميائياً بواسطة حمض الكبريتيك أو الفوسفوريك وتمت مقارنة نوعي الكربون لإزالة عديد من الملوثات مثل العناصر الثقيلة والأدوية وبعض الملوثات الأخرى.
وتابعت: تبين أن الكربون منزوع المياه يتميز بقدرة عالية لإزالة العناصر الثقيلة مثل النحاس والزنك والكادميوم والكروم، لكن الدراسة بينت وجود قدرات استثنائية فائقة لبعض العناصر مثل الزئبق الثنائي والفضة والكروم السداسي نتيجة لاختزال هذه الأيونات على سطح الكربون منزوع المياه إلى حلالات أكسدة أقل أو إلى الحالة العنصرية، أما الكربون النشط من سعف النخيل فأظهر قدرة عالية على إزالة المواد العضوية الذائبة مثل الصبغات وبعض الأدوية، لكن مع قدرة محدودة على إزالة العناصر الثقيلة، بالإضافة إلى أن الكربون منزوع المياه، الذي يتم تحضيره بخطوة واحدة رخيصة التكاليف، أظهر قدرة تنافسية مع الكربون النشط لإزالة العديد من الأدوية من المياه.
وأشارت أستاذ مساعد المعمل المركزى للنخيل، إلى ظاهرة تملح التربة في المناطق الساحلية التي بدورها تؤدي إلى الإضرار بالمحاصيل الزراعية، والتي يجب معها أن يتم انتقاء أنواع المحاصيل التي تصلح للري بمياه متوسطة الملوحة، لكن وعلى المدى البعيد تفقد التربة خصوبتها وتتراكم الأملاح فيها، مما يضع عبئا على الحكومات والباحثين في مجال توفير المياه العذبة، ولذلك تمت دراسة تحوير سطح الكربون منزوع المياه عن طريق غرس مجموعات فعالة قوية على سطحه قادرة على إزالة عناصر الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، والمتواجدة بنسبة تتخطى 95% من العناصر في المياه نصف المالحة، من مياه المزارع المملحة جزئيا وأثبتت الدراسة قدرة الكربون منزوع المياه من سعف النخيل والمحوّر بمجموعات سطحية كاتيونية قوية على إزالة العناصر المسببة للملوحة تماما.
وكشفت عبد الجليل، عن إنتاج فلتر (مرشح) لمياه الصرف الصناعي وكذلك المياه نصف المالحة باستخدام مواد كربونية منزوعة المياه محوّرة سطحيا أو مدمجة مع كربون نشط من سعف النخيل، في وقت قريب، لتميز هذا الكربون بانخفاض تكاليفه وسهولة تحضيره بجانب قابليته للتجديد وإعادة الاستخدام من سعف وأوراق النخيل.
The post تقنية حديثة لمعالجة مياه الصرف باستخدام سعف النخيل appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات