البديل
تدخل روسيا في انتخابات أمريكا.. زلزال يقترب من عرش ترامب
بعد 5 أشهر على بدء التحقيقات في القضية المتعلقة بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، طويت صفحة البدايات والتكهنات والتسريبات، وفتحت صفحة الاتهامات الرسمية، حيث يتصدر المشهد اسمان؛ أولهما، المدير الأول لحملة ترامب الانتخابية، بول مانفارت، الذي وجهت له العديد من التهم، وثانيهما، مستشاره السابق للسياسة الخارجية، جورج بابادوبولوس، الذي أقر بذنبه بشكل سري للسلطات الأمريكية مطلع الشهر الجاري، ليتلقى الرئيس الأمريكي صفعتين في يوم واحد.
وجهت اتهامات بالتآمر لمدير حملة ترامب الانتخابية السابق، كما كشف عن اعتراف مستشار حملته للشؤون الخارجية بذنبه بشأن الإدلاء بتصريحات مضللة لمكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي أي»، في إطار التحقيق بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ما يجعل وقع الصفعتين أكبر على الرئيس الجمهوري.
وحقق مكتب الـ«إف بي أي» مع مانفارت بعدما ذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه طلب منه تسليم نفسه وشريكه، ريد جيتس، الذي كان أيضًا ضمن الحملة الانتخابية، واستمر بالعمل في محيط الرئيس.
المحقق الخاص، روبرت مولر، وجّه لمانفارت وجيتس، 12 اتهما؛ بينها التآمر وتبيض الأموال وتقديم معلومات كاذبة، وتتعلق بعمل الرجلين الاستشاري لصالح حزب أوكراني موالٍ لروسيا، ما جعل الرئيس ترامب يكتب تغريدة غاضبة تشير إلى أن الاتهامات الموجّه لمانفارت بالتواصل مع الحزب الأوكراني كانت منذ سنوات وتسبق الحملة الانتخابية، متابعا: “لماذا لا يتم التركيز على المحتالة هيلاري والديمقراطيين؟”.
وجاءت مذكرة الاتهام الأمريكية على خلفية علاقة مانافورت وجيتس بسياسيين موالين لروسيا في أوكرانيا ما بين 2006 و2015، وتقول المذكرة إن الرجلين كانا «عميلين غير مسجلين» للسياسي الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش وحزبه، خلال فترة وجوده في الحكومة والمعارضة على السواء، وأطيح بيانوكوفيتش من الرئاسة في 2014 وسط حملة اعتقالات كبيرة بشأن سياساته الموالية لروسيا.
احتقان ترامب لم يقلل من قوة الصفعة التي تلقاها، خاصة أن رئيس حملته شارك في اللقاء الذي جرى في 9 من يوليو 2016، في برج الأول مع محامية روسية مقربة من الكرملين، والذي حضره أيضًا ابنه البكر، وكان هدف اللقاء الحصول على معلومات من المحامية الروسية تضر بالمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، وفي مقابل غضب ترامب، رأى الديمقراطيون في هذه الاتهامات دليلًا آخر على العلاقة المشبوهة بين حملة الرئيس الحالي وروسيا.
الصفعة الثانية التي تلقها ترامب ويمكن أن تكون أكثر إيلامًا لعلاقتها المباشرة بالحملة الانتخابية، اعتراف مستشاره بابادوبولوس بشكل سري للسلطات الأمريكية بتقديمه تصريحات كاذبة لـ«أف بي أي» حول طبيعة اتصالاته بمسؤولين روس أثناء الحملة الانتخابية، وتظهر اعترافاته أنه كذب بشأن اتصالاته معهم، ومن تواصل معهم أكاديمي وممثل عن وزارة الشؤون الخارجية الروسية، وهنا يتعلق الأمر باعتراف له علاقة مباشرة بالحملة الانتخابية لا بتوجيه اتهام، ما من شأنه أن يضع ترامب في وضع معقد، ولن تجدي معه نفعا، على ما يبدو، تصريحات البيت الأبيض بالأمس، الذي نأى بنفسه عن الاعتقالات التي نفذتها السلطات الأمريكية وتوجيه تهم لمساعدين سابقين للرئيس الحالي وحملته الانتخابية بشأن صلتها بروسيا، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز «ليس هناك أي علاقة بين لائحة الاتهام الموجهة ضد مساعدين سابقين لترامب وحملته الرئاسية».
معظم المحللين القانونيين في أمريكا أجمعوا أن المسألة ربما باتت تضييقا على إدارة ترامب، الذي ينفي صلة الاتهامات بحملته الانتخابية، رغم أن المحقق الخاص لديه اتهامات جدية لأشخاص داخل الحملة ويمكنه استعمالها لكي يجبرهم على مافعله بابادوبولوس وعودته عن إفاداته السابقة، لاسيما أنه يعمل مع المحقق مولر حاليًا، وإذا ما كذب عليه مجددّا في أي تفصيلة من تفاصيل التحقيق فسيكون مصيره السجن.
وحتى الآن لا توجد أدلة ثابتة تؤكد أن إدارة ترامب تآمرت مع روسيا، لكن في قضية بابادوبولوس، هناك ربط مباشر بالحملة الانتخابية لترامب، وهنا نجد أن المتفائلين ببقاء الرئيس الأمريكي في سدة الحكم حتى بعد إقالة جيمس كومي، المدير السابق لـ«الأف بي أي» من قبل ترامب مايو الماضي، باتوا الآن يتوقعون وبقوة عزله من منصبه، خاصة أن الاتهامات الجديدة باتت تقترب من دوائر الرئيس المحيطة، كما أن هناك حسابًا ضرائبيًا بين الرئيس الأمريكي والمحقق مولر، فترامب حتى اليوم لم يكشف عن بياناته الضرائبية، وكان قد حذر مولر إذا ذهب نحو ضرائبه “فسيكون لنا حديث آخر”، ما من شأنه تعقيد العلاقة بينهما.
The post تدخل روسيا في انتخابات أمريكا.. زلزال يقترب من عرش ترامب appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات