مدونه تهتم بالتعليم العربي
البديل
استقطاب الشباب.. تحذيرات حكومية وواقع مغاير
طالما تناقض الحكومة نفسها؛ ففي الوقت الذي يؤكد فيه سامح شكري، وزير الخارجية، على ضرورة حماية الشباب من استقطاب الجماعات الإرهابية، وشدد على أهمية إرساء تعاون حقيقي لدعم جهود القارة الإفريقية للقضاء على ظاهرة الإرهاب من خلال رؤية واضحة وشاملة بعيدا عن أي مواءمات سياسية، تركت الشباب فريسة للبطالة وتبعاتها السيئة.
وأكد الوزير خلال مشاركته في فعاليات الدورة الخامسة لقمة الاتحاد الإفريقي – الاتحاد الأوروبي المنعقدة في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، وبمشاركة العديد من قادة الدول والوزراء الأفارقة والأوروبيين، أنه من الأهمية القصوى الاستثمار في الشباب من خلال التعليم، والتثقيف، والتدريب والتأهيل المهني، بحيث يتحول الشباب الإفريقي إلى ثروة فعلية، تتم حمايته من الوقوع ضحية للبطالة، وما يرتبط بها من مشاكل اجتماعية تؤدي إلى انتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وأشار وزير الخارجية إلى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على الالتقاء بالشباب المصري بصورة دورية للاستماع لرؤيتهم المستقبلية، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن مشاغلهم وتطلعاتهم واحتياجاتهم من خلال الحوار المجتمعي الإيجابي التفاعلي، وهو ما انعكس في دعوة مصر لاستضافة المنتدى الأول لشباب العالم في مدينة شرم الشيخ.
الواقع يناقض كلام الوزير؛ فالبطالة والوضع الاقتصادي السيئ أحد المخاطر التي تهدد الشباب وتدفع التنظيمات الإرهابية إلى استقطابهم مقابل مبالغ مالية لتنفيذ عمليات إرهابية، وهو ما حدث في تفجير الكنائس، حيث أكدت تحريات الأمن في عملية تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، أن أحد أفراد الخلايا الإرهابية درب العديد من الشباب على العمليات الانتحارية وكيفية تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة التي يتم استخدامها في عملية التفجير.
وقال الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إن استقطاب الجماعات الإرهابية للشباب، ظاهرة اجتماعية تنشأ وتترعرع في ظل عوامل نفسية واجتماعية خاصة، وتحت ظروف سياسية واقتصادية وثقافية معينة، وتشترك جميع هذه العوامل والظروف بشكل أو بآخر في إفراز ظاهرة الإرهاب، ومن ثم، فإن أية معالجة جادة للظاهرة تتطلب إصلاحا حقيقيا في جملة العوامل والظروف التي تساعد على وجودها.
وأضاف عامر لـ«البديل»، أن إدراك الظروف التي ينمو فيها الإرهاب يجعلنا نصل إلى قناعة بأن الالتزام بمتطلبات الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي، البوابة الرئيسة الأولى للقضاء على الظاهرة في مجتمعاتنا، متابعا: “على الصعيد الفكري والإيديولوجي، يجب التصدي بكل الوسائل المتاحة للفكر الأصولي الظلامي المتطرف الداعي إلى التزمت والتضييق والتكفير والمناهض للوسطية والتسامح”.
واستطرد: “وعلى الصعيد الاجتماعي، لابد من تكثيف الجهود الرامية إلى توطيد الوحدة بين كل مكونات النسيج الاجتماعي وتعزيز التعايش والانسجام بين هذه المكونات من خلال تحقيق العدالة والمساواة، والقضاء التام على أشكال الإقصاء والتهميش لبعض شرائح المجتمع”، متابعا: “مواجهة الإرهاب وتأثيره على الشباب، لا يمكن أن يكون بالمعالجة الأمنية فقط، لكن بالمواجهة الفكرية والثقافية وانتهاج خطاب ديني متجدد، بالإضافة إلى تحصين عقول الشباب أمام غزوة التطرف التي تشهدها البلاد”.
The post استقطاب الشباب.. تحذيرات حكومية وواقع مغاير appeared first on البديل.
البديل
فؤاده باقية.. والهويس ما يزال مغلقاً
عشت صغيراً في بيت لم يكن سـماع الموسيقى والغـناء يدخل ضمن طقوسه، وربما لم تكن من المباحات فيه، وكان أول خروجي على نواميس البيت استماعي خلسة إلى غناء عبد الحليم حافظ في بدايات مراهقتي، ولا أذكر أن الراديو صدح يوماً بأغنيات أم كلثوم في حفلاتها الشهيرة في ذلك الوقت، المرة الوحيدة التي أتذكر اهتماماً منزلياً فوق العادة حين أقدمت سيدة غناء القصيدة العربية أم كلثوم على غناء “حديث الروح” عن كلمات من قصيدتين كبيرتين للشاعر الباكستاني محمد إقبال.
ومن بعد صار عبد الحليم حافظ مطربي المفضل، وبدأت شيئاً فشيئاً أدخل عالم الغناء خاصة تلك التي كانت تزدحم بها كثير من الأفلام لكثير من مشاهير المطربين والمطربات حين كنت أزوغ من المدرسة الثانوية مع شلة مدرسة السعيدية لندخل حفلات العاشرة صباحاً.
وفي الجامعة صارت فيروز هي الصوت المفضل عندي، وبدأتُ في اقتناء أشرطتها وأصبح صوتها هي غذائي اليومي في كل وقت صباحاً كان أم مساءاً، ولم تعد أم كلثوم إلى قائمتي المفضلة إلا بعد أن تعرفت في وقت مبكر من شبابي على المايسترو سليم سحاب الذي كنت أستمع إليه مبهوراً يحكي قصة عائلته مع الموسيقى والغناء وهو على العكس من تجربتي نشأ في بيت كان يومه كله ملئ بالموسيقى.
وقد لفتني بشدة أن والده كان يجمعهم، أمه وأخوته، وبعض أقاربهم وجيرانهم، وهم يرتدون كامل ملابس الخروج، يتحلقون حول “المذياع” لسماع محمد عبد الوهاب، أو أم كلثوم، وكان أبوه يرتدي بزته الرسمية وكأنه في قاعة الحفل بدار الأوبرا، وكانت جلسات الاستماع هذه عامرة بالأحاديث الممتعة عن الطرب والمطربين، والمنبع الذي بدأ ينهل منه معرفته بالموسيقى، والتاريخ الموسيقي العربي والشرقي، ومع كل جلسة كانت مداركه الموسيقية الأولى تنمو وتتفتح.
حين حكى لي سليم سحاب عن الكيفية التي كان يجمعهم أبوهم هو وأخويه الياس وفيكتور وزوجته وبقية أفراد العائلة لسماع أغنية لأم كلثوم الجديدة انطبع عندي صوتها مع هذه الهيئة لسماعها، حيث صوتها يفرض عليك أن تخلو إلى نفسك في كامل لياقتك المزاجية، أنت في حضرة حنجرتها الذهبية تحتاج إلى هيئة خاصة، وتهيؤ مخصوص، في حاجة إلى كامل تركيزك لتحصل على المزيد من الانسجام مع صوتها وأدائها اللحني المميز الذي لا يدانيه صوت أو أداء.
أما شادية فقد دخلت قلبي أولاً من أغنيات أفلامها، بهذه الرقة وهذا الدلع وتلك الملامح التي تقربك منها كأنها واحدة من العائلة، بصوتها شجن وحنين ولغنائها سحر لا يقاوم، والأهم أن هذا الصوت المميز الحنون كان يدخل القلب من دون استئذان، ليجد الترحيب به في كل وقت، وكانت طريقة أدائها تمثل حالة عابرة لكل الحالات، تسمعها في أي ساعة وفي أي مكان وعلى أي حالٍ كنت عليه، وقد جمعتُ بينها وبين عبد الحليم حيث اجتمعت أشرطتهما في سيارتي، أسمعهما بالتناوب.
وفي السينما كانت شادية رائعة خفيفة على المشاهدة، ولكنها تعملقت في دورها في “شيء من الخوف”، ومن منا لا يذكر تفاصيل المشهد العبقري حيث تقف فؤاده منفردة وملء عينيها مظاهر البؤس البادية على وجوه أهلها وقد منع عنهم عتريس ماء الري وهم جالسين على طول الترعة لا حول لهم ولا قوة، والخوف يكتسي ملامحهم وقد تملكت منهم الحسرة إذ يرون الأرض وقد تشققت جفافاً، ليفاجئوا بفؤاده وهي تفتح الهويس بكل ما أوتيت من قوة رغم ضعفها الجسدي وقد تملكتها روح التحدي والإصرار، فراحت تبذل الجهد في فتحه وتتعب من الجهد ولكن فرحة الناس تجعلها تستمر وعينيها تعبران عن الفرحة فيتدفق الماء وتعلو الزغاريد وتعم الفرحة وتروى الأرض فتعود الحياة لأرواح لناس قبل شقوق الأرض، ويتغلب الجميع على خوفهم فيكسروه، وحين يتجبر عتريس بفؤاده ويتزوجها رغم رفضها فيخرج أهل القرية عن بكرة أبيهم يعلنونها صريحة واضحة مدوية غير مرتجفة: “جواز عتريس من فؤاده باطل، باطل، باطل”.
**
35 سنة من التألق ومثلهم تقريباً في حالة اعتزال ولكن استمر حضورها طاغياً طول الوقت، وهي تشدو وتمثل ثم وهي معتزلة.
حضورها كان طاغياً في كل أحوالها، لم تغب عن وجدان الناس ولا فارقت محبتهم وما يزال حضورها رغم الغياب طاغيا على نبأ الرحيل.
كانت حاضرة وهي في قمة التألق وكانت حاضرة وهي في عمق الاعتزال، وكانت صادقة في كل حال.
رحلت شادية، وستبقى في ذاكرة المصريين فؤاده وهي تحاول من جديد تحدي العتاريس المستجدين، ستبقى فؤاده مقيمة بيننا تتطلع إلى لحظة كسر الخوف من جديد وتفتح الهويس الذي لا يزال مغلقا.
The post فؤاده باقية.. والهويس ما يزال مغلقاً appeared first on البديل.
يعتبر الفيلسوف الأمريكى جون ديوى (1859- 1952) أحد عمالقة الفكر الحديث، وقد أحاط فى كتبه العديدة بشتى معالم الحياة الثقافية فى القرن العشرين. ولعل الطابع الرئيسى الذى يميز مؤلفات جون ديوى جميعها، هو محاولته أن يمحو الفجوات الموجودة فى الفكر الحديث والتى تقسم الحقيقة الواحدة قسمين بحيث تحيلها إلى ثنائية تولد أنواعا من الصراع تضر ولا تنفع.
يكفى أن ننظر إلى ما كان يتصارع عليه المفكرون فى العصر الحديث لنرى هذه الثنائية، فصراع عنيف بين أنصار المادة وأنصار الروح، بين الفكر والعمل، بين الفرد والمجتمع، إلخ، حتى قد نتصور أن هذه هى طبيعة الأمور، وأنه لم يمر على الفكر الإنسانى مرحلة خلت من مثل هذه الثنائيات، مع أن العصر الحديث وحده هو الذى أصيب بهذا التصدع – فى نظر ديوى – وأن العصور السابقة عليه قد نعمت بشىء من الوحدة والتجانس، كان من شأنه أن يشعر الإنسان بالروابط الوثيقة العميقة التى تربطه بالناس وبالطبيعة على السواء، على خلاف إنسان هذا العصر فى شعوره بالانفراد والغربة، حتى لكأن الناس من جنس غير جنسه، ولكأن الطبيعة وسط ليست بوسطه.
ويقاوم جون ديوى هذه الانقسامات المصطنعة فى حياة الإنسان، فتراه فى ميدان التربية – مثلا – يصول صولة الغاضب الناقم على الأوضاع في عصره، داعيا إلى أن يكون مدار التربية كلها هو شخص التلميذ نفسه، لا المادة المدروسة كما كانت الحال من قبل، فعلى نشاط التلميذ واهتماماته الطبيعية نقيم العملية التربوية حتى لا يشعر المتعلم أن مواد الدراسة شىء لا شأن له به، وإنما أقحمت عليه اقحاما، وأرغم هو عليها إرغاما، وبهذا تنمو شخصية الناشئ من الداخل نمو الكائن الحى السليم. وكذلك فى مجال المنطق ترى ديوى يصول مرة أخرى صولة الغاضب الناقم على الانقسام التقليدى بين الصوري والمادى، أعنى الانقسام بين ما هو فكر نظرى خالص من جهة وبين التطبيق العملى من جهة أخرى، فها هنا أيضا يحاول فيلسوفنا أن يبين أن الفجوة بين الطرفين مصطنعة لا أساس لها من طبائع الأمور، وأن الفكرة لا تستحق أن تسمى باسمها هذا، ما لم تكن بمثابة خطة للعمل، إذن فالفكر النظرى والتطبيقى العملى طرفان من شوط واحد.
وفى كتابه “الفن خبرة”، الذى كتبه فى عام 1934 ليحاول به أن يفسر الفن تفسيرا يتفق مع فلسفته الخاصة تلك، نرى جون ديوى مرة أخرى يصول فى ميدان الفنون صولة الغاضب الناقم على الأوضاع القائمة، التى يراد لنا فيها أن نفصل بين الفن من جهة وبين مجرى الحياة الواقعة من جهة أخرى، إلى الحد الذى قد حمل رجال الفن أنفسهم على أن ينظروا إلى النشاط الفنى وكأنه فاعلية تخص صاحبها وحده، سواء صادف القبول عند الجمهور أو لم يصادف، إذ الفنان – فى نظرهم – متفرد متوحد بطبيعة ميوله وبحكم كونه فنانا، ومن هنا نشأت مدارس كثيرة تجعل العمل الفنى تعبيرا عن ذات الفنان وحده. ومن هنا أيضا نشأ الانقسام بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية. ويقول ديوى إن طبائع الأمور ليست على هذا النحو، فالفنان فى الماضى كان مشغولا باهتمامات الناس، ينتج الفن الذى يؤدى مهمة حيوية فى حياتهم. فكان الفنان والناس وحدة واحدة، ويعيشون خبرة واحدة، واستمر الحال هكذا عبر العصور.
ويحلل ديوى الخبرة التى يمارسها الإنسان، والتى هى من صميم الحياة الفنية، فيقول إن الخبرة محال أن تتم دورتها داخل كيان الفرد الواحد منعزلا عما حوله، بل هى تفاعل بينه وبين بيئته، والبيئة ذات جانبين: بيئة اجتماعية قوامها التقاليد والنظم الاجتماعية، وبيئة طبيعية قوامها المعالم المادية التى يعيش الإنسان فى محيطها، على أن العلاقة بين الإنسان وبيئته لا تنتج خبرة، وبالتالى لا تنتج فنا، إلا إذا كان بينه وبينها ما يشبه الصراع الذى ينتهى بأن يحقق الإنسان ما يبتغى، فلو كانت البيئة طيعة إلى الحد الذي يجد فيه الإنسان كل رغباته محققة بغير عناء، أو لو كانت البيئة عصية بحيث يستحيل على الإنسان أن يحقق لنفسه فيها رغبة، لما أنتج الإنسان شيئا. إذن فالحالة المثلى هى التى تقع بين هذين الطرفين، توتر يدفع إلى النشاط، ثم تحقيق للغاية المنشودة فيزول التوتر، وبعدئذ توتر جديد وإشباع جديد وهكذا.
تلك هى الخبرات التى من تسلسلها تنشأ الحياة وتنمو، على أن الإنسان فى كل خبرة جديدة يجد نفسه أمام موقف معقد يريد أن يحل ما فيه من تعقيد، فتراه عندئذ يسترشد بخبراته السابقة ليصل إلى الحل المطلوب، لكنه لو اكتفى فى الحل بالخبرات السابقة وحدها كان العمل اعتياديا، أما إذا اهتدى بالخبرات السابقة اهتداء لا يغنيه عن القيام بتصرف جديد، فها هنا تكون الخبرة جديدة، وهى الخبرة التى يجوز لنا وصفها بأنها خبرة ذات طابع جمالي.
ولكن لو كان الأمر كذلك، فلماذا لا نكون جميعا من رجال الفن؟ إذ ما من أحد إلا ويقف هذه الوقفات من حين إلى آخر. والجواب عن هذا السؤال يحدد أدق خصائص العمل الفنى، فالذى ينقص معظم الناس لكى يكونوا من مبدعى الفنون، ليس هو الانفعال الفطرى، وليس هو المهارة فى أداء الفعل، فذلك فى وسع الكثيرين، لكنه القدرة على تحوير الانفعال تحويرا يسلكه فى إحدى الوسائط الخاصة، كاللفظ إن كان الفن أدبا، أو اللون إن كان الفن تصويرا، أو الحجر إن كان الفن نحتا.
إن الوسيلة الوحيدة التى تعالج التصدع فى حياتنا الثقافية كلها هى أن نقف من أمورنا وقفة جمالية بالمعنى الذى أراده جون ديوى، وهو أن تكون وسائطنا الموصلة إلى غاياتنا نابعة من باطن ذواتنا من جهة، وأن تكون هى نفسها العناصر التى تتألف منها الغاية المتحققة من جهة أخرى، وأما إذا كانت وسائطنا المختارة خارجية عنا وليست مقصورة لذاتها كأنما هى جزء من الهدف المنشود، فعندئذ يكون التصدع فى الحياة. قارن بين عامل يعمل لا للذة العمل، بل ابتغاء الأجر فحسب، بعامل آخر يجد النشوة فى عمله – كالفنان – لأنه جزء منه ومتصل بخبرته الداخلية اتصالا حميما.
هذا هو المعيار الذى نقيس به الحياة السليمة، أن تكون الوسيلة المنتقاة جزءا من الغاية المنشودة، كما يكون اللون الذى يختاره المصور وسيلة لبناء الصورة، وهو نفسه الصورة، فإذا تحققت لنا حياة هذه وسائطها وغاياتها كانت هى الحياة التى لا غربة فيها عن طبائعنا الأصيلة، وبالتالى فلا قلق ولا تصنع ولا افتعال، بل حياة يجد فيها الإنسان نفسه وجودا كاملا متسقا مع الكل الذى يحتويه، وإنها لحياة يتحد فيها الإنسان مع نفسه أولا، ومع أفراد أمته فى مجتمع واحد ثانيا، ومع سائر أفراد البشر فى عالم واحد ثالثا.
The post الفن خبرة appeared first on البديل.
البديل
34.4 مليار جنيه زيادة في نفقات أول شهرين من العام المالي
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن صرف الدولة 148.9 مليار جنيه من أصل تريليون و106 مليارات جنيه، في يوليو وأغسطس الماضيين، أول شهرين من العام المالي الحالي 2017/2018، فى مقابل نحو 114.5 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق 2016/2017، بزيادة بلغت 34.4 مليار جنيه.
فوائد الدين
فوائد الديون، مثّلت النسبة الأكبر من إنفاق الدولة خلال أول شهرين من العام المالي الجاري، وصرفت الحكومة 59.2 مليار جنيه بنسبة 39.8% من إجمالي مصروفات الدولة خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، مقابل نحو 41.7 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق عليه، بزيادة بلغت نحو 17.5 مليار جنيه، خاصة بعد وصول قيمة فوائد الديون إلى 380 مليارا و986 مليون جنيه بزيادة 88 مليار و466 مليون جنيه عن العام المالي 2016/2017.
ارتفاع فوائد الدين يأتي في إطار استمرار الحكومة في الاقتراض الخارجي المصحوب بفائدة مرتفعة، حتى وصل الدين الخارجي نهاية شهر يونيو 2017 إلى 79 مليار دولار، والدين الداخلي إلى أكثر من 3 تريليونات جنيه، ما يؤدي إلى زيادة الفائدة، ومع ذلك تستمر الحكومة أسبوعيا في طرح سندات وأذون خزانة لتمويل عجز الموازنة العامة للدولة، فضلا عن الاستمرار في زيادة الاقتراض الخارجي، الذي يزيد كل 3 أشهر بمعدل من 5 إلى 6 مليارات دولار.
الأجور
بند الأجور استحوذ على نسبة 25.1% من إجمالي مصروفات الدولة خلال أول شهرين من العام المالي الجاري بقيمة 37.4 مليار جنيه، مقارنة بـ34.5 مليار جنيه في المدة ذاتها من العام 2016/ 2017، وسجل حجم المكافآت خلال شهرى يوليو وأغسطس الماضيين نحو 13.2 مليار جنيه، وبلغت الأجور وتعويضات العاملين في الموازنة 239 مليارا و555 مليون جنيه بزيادة قدرها بزيادة قدرها 10 مليارات و820 مليونا عن العام المالي 2016/2017.
ارتفاع معدل الأجور يأتي في إطار ميزانيات الوزارات التي تضاعفت نتيجة معدل الزيادة في الأجور خلال السنوات الماضية، وضم بعض العلاوات للأجر الأساسي، وتطبيق الحد الأدنى للأجور والكادر الخاص، وهو ما تريد الحكومة التحكم فيه عن طريق تطبيق قانون الخدمة المدنية.
الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية
وسجل حجم الإنفاق على الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية نحو 23.8 مليار جنيه خلال شهري يوليو وأغسطس 2017، في مقابل نحو 21 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق، بزيادة بلغت نحو 3.8 مليارات جنيه، وارتفع حجم الإنفاق على دعم السلع التموينية بنحو 3.4 مليار جنيه، ليصل إلى 13.2 مليار جنيه خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، مقابل 9.8 مليار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي، بزيادة بلغت 34.3%.
وبند الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية بلغ في الموازنة عن العام المالي الجاري كله، 332 مليارا و727 مليون جنيه بزيادة قدرها 126 مليارا و303 ملايين جنيه عن العام السابق، وقسم البيان المالي للموازنة هذا البند إلى الدعم السلعي البالغ 205 مليارات و908 ملايين، ويشمل دعم السلع التموينية ودعم المزارعين ودعم المواد البترولية ودعم الكهرباء، بالإضافة إلى دعم الأدوية وألبان الأطفال، ودعم شركات المياه.
كما بلغ بند الدعم والمنح للخدمات الاجتماعية في الموازنة العامة للدولة 94 مليارا و 742 مليونا موزعة على دعم نقل الركاب ودعم التأمين الصحي لغير القادرين ومخصصات للأمان الاجتماعي والمزايا الاجتماعية والمنح والمساعدات وهي برامج تمويل للأغراض الإنسانية.
والزيادة تأتي في إطار توسع الحكومة في برامج الحماية الاجتماعية للتخفيف من آثار ارتفاع معدل التضخم، ويشمل ذلك التوسع في حجم وتغطية برامج التحويلات النقدية “تكافل وكرامة”، وزيادة مخصصات البطاقة الذكية الغذائية من 15 جنيها في شهر يونيو 2015 إلى 50 جنيها للشخص الواحد في يوليو 2017.
مصروفات أخرى
وتحت بند مصروفات أخرى، أنفقت الدولة 16.3 مليار جنيه بنسبة 10.9% من إجمالي مصروفاتها خلال الفترة المشار إليها من العام المالي الجاري، مقارنة بـ8.7 مليار جنيه العام المالي الماضي، التي قدرها مشروع الموازنة العامة للدولة بنحو 65 مليارا و765 مليون جنيه، مقابل نحو 58 مليارا و100 مليون جنيه، بزيادة قدرها 7 مليارات و665 مليون جنيه بنسبة زيادة قدرها 13.2 %، والتي تدخل تحت بند الاعتمادات المخصصة للدفاع والأمن القومي واعتمادات الجهات ذات السطر الواحد مثل القضاء والمحكمة الدستورية والجهاز المركزي للمحاسبات ومجلس النواب، بالإضافة إلى مصروفات الضرائب والرسوم والتعويضات والغرامات وكذا الاشتراكات الدولية.
ارتفاع بند المصروفات الأخري، يأتي نتيجة ارتفاع ميزانية مجلس النواب والتي طالبوا بزيادتها إلى نحو مليار و100 مليون جنيه، مقابل 977 مليون جنيه في العام المالي السابق، بالإضافة إلى ارتفاع الاعتمادات المخصصة للجهات الأخرى.
The post 34.4 مليار جنيه زيادة في نفقات أول شهرين من العام المالي appeared first on البديل.