البديل
قائد الجيش الباكستاني في طهران.. تحالفات المصالح والجوار
في زيارة تعكس أهمية العلاقات بين طهران وإسلام آباد، استقبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا؛ في إطار تطوير وتعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين بما يخدم إرساء دعائم الاستقرار والأمن بالمنطقة، خاصة بعد بعض التوترات الحدودية التي وقعت في شهر إبريل الماضي على خلفية هجوم مسلحين على دورية لحرس الحدود الإيراني قالت طهران إنهم تسللوا عبر الحدود الباكستانية.
وقال الرئيس روحاني: إن إرادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية تقوم على بناء علاقات راسخة وأخوية وودية مع دول الجوار، بما فيه باكستان ولاشك أن هذه العلاقة هي مطلب شعبي البلدين”، وأشار إلى أن سجل التعاون العسكري والدفاعي الإيراني الباكستاني يرقى إلى عدة عقود “ونحن اليوم على استعداد لتطوير هذه العلاقات”.
توقيت الزيارة
توقيت الزيارة الباكستانية إلى طهران يحمل مجموعة من الدلالة والمؤشرات المهمة، خاصة في ظل التصعيد الأمريكي الخليجي ضد إيران، والتوتر في العلاقات بين إسلام أباد وواشنطن، الواقع الذي قد يفرض تحالفات جديدة مبنية في المقام الأول على تقاطع المصالح، فالتوتر الإيراني السعودي الذي تجمع واشنطن له الحطب لتأجيجه يتطور يوما بعد يوم، ولن يكون آخره ما حدث أمس، عندما اتهمت السعودية إيران بدعم الجيش اليمني واللجان الشعبية بصواريخ بالستية أصبحت تطال الرياض، وهو الاتهام الذي نفته طهران جملةً وتفصيلًا.
وكانت السعودية قد حرصت على الزج باسم باكستان ضمن تحالفها العسكري، وفي يناير الماضي، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة عاصف، أنه تم تعيين القائد السابق للجيش الباكستاني راحيل شريف، قائدا لقوات “التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب”، ووفقًا للعاصف فإن التعيين تم بمبادرة من السعودية، ووفقا لمراقبين، فإن التحالف الإسلامي الذي صممته السعودية بعد عدوانها على اليمن، والمناورات العسكرية التي قام بها هذا التحالف كان يحمل رسائل عسكرية باتجاه إيران، إلا أن باكستان تحاول إمساك العصا من المنتصف في علاقاتها مع طهران والرياض.
وفيما يخص التوتر الباكستاني الأمريكي، فيرى مراقبون أن من مصلحة إسلام آباد تحقيق تقارب ما مع طهران، خاصة أن علاقة واشنطن مع الهند في تطور مستمر، على خلفية دعم أمريكا لنيودلهي كقوة آسيوية في مواجهة الصين، خاصة أن الهند هي الغريم التقليدي لباكستان فيما يتعلق بالملف الحدودي ومنطقة كشمير المتنازع عليها، والتقارب الهندي الأمريكي لا يلقى استحسانًا باكستانيًا بطبيعة الحال، كما أن هناك توترا مباشرا بين باكستان والولايات المتحدة حول أفغانستان، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد أكد في خطاب له في 21 أغسطس الماضي أن أحد أعمدة استراتيجيته الجديدة بشأن أفغانستان هي “تغيير نهج التعامل مع باكستان”، مما أثار تكهنات بشأن سياسة واشنطن الجديدة تجاه إسلام آباد، وهدد ترامب باكستان “بفقدان الكثير” في حال لم تحارب الإرهابيين الذين لجأوا إلى أراضيها، وهو الأمر الذي دفع باكستان، في شهر سبتمبر الماضي، لدعوة واشنطن لاحترام سيادتها، وفي إطار التجاذب بين الطرفين فإن باكستان لن تجد شريكًا عسكريًا يؤمن لها ظهرها من تقلبات المزاج الأمريكي أفضل من طهران العدو اللدود لأمريكا.
الحسابات السياسية
وفي ميزان الحسابات السياسية، فإن باكستان لن تستنزف، كغيرها من الدول كقطر وتركيا، وقتها في المفاضلة بين تحالفها العسكري الهش مع الرياض وعلاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع طهران، خاصة أن إيران عضو أساسي في التحالف الروسي الصيني، كما أن تحالفات المملكة مع دول عديدة كالإمارات والسودان وقطر ومصر بصورة أقل، لم تفض إلى انتصارات في الملف اليمني، وهو الأمر الذي يشكك بجدوى أي تحالف عسكري مع السعودية، فالخسران هو العنوان العريض لأي دولة تحالفت مع الرياض في أي ملف متعلق بالشرق الأوسط.
The post قائد الجيش الباكستاني في طهران.. تحالفات المصالح والجوار appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات