الخميس، 9 نوفمبر 2017

في زمن السلام الدافئ.. إسرائيل تواصل بناء الجدر مع الأردن ومصر ولبنان

البديل
في زمن السلام الدافئ.. إسرائيل تواصل بناء الجدر مع الأردن ومصر ولبنان

ما زالت بعض الأنظمة العربية والإسلامية تدير ظهرها عن حقيقة أن الخطر الإسرائيلي يكاد يكون الخطر الحقيقي والأوحد المحدق بالأمتين العربية والإسلامية على مر العصور والأزمة، وذلك برفعهم لشعارات لا تتناسب مع البعد الديني والأيديولوجي العدائي والإلغائي للكيان الصهيوني، ففي الوقت الذي تتحدث فيه بعض هذه الأنظمة عما يسمى بالسلام مع إسرائيل عبر مسميات مختلفة، كمعاهدات كامب ديفيد، ووادي عربة، والسلام الدافئ، والتطبيع، ووهم حل الدولتين، ومؤخرًا يدور الحديث عن صفقة القرن لتسوية الوضع بين الشعب الفلسطيني والكيان الصهيوني، تتحدث أوساط إعلامية وأمنية إسرائيلية حول جدران عملاقة تواصل إسرائيل تشييدها مع دول تجمعها معها اتفاقيات سلام، كما تسعى إسرائيل لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل مستمر ومتعاظم.
بالأمس ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن إسرائيل تشيد جدارًا عملاقًا على الحدود مع الأردن، حيث يبلغ ارتفاعه 30 مترًا وطوله 5 كيلومترات، ويهدف الجدار إلى الدفاع عن مطار إسرائيلي جديد من المقرر بناؤه بمحاذاة الحدود مع الأردن جنوبًا في صحراء العربة. ومن المتوقع أن تنتهي عمليات تشييد الجدار، الذي وصلت تكلفته إلى 85 مليون دولار، في الأشهر القريبة القادمة.
وكشفت وزارة الحرب (الدفاع) الإسرائيلية، التي تشرف على بناء الجدار أنه “سيشمل مزايا طورت خصيصًا لحماية المطار، وسيستند إلى عشرات الأعمدة، ليبلغ ارتفاعه 30 مترًا”، موضحة أنها قامت بـ”إخلاء عشرات الألغام في المنطقة على طول 13 كيلومترًا”.
اللافت في كلام وزير الحرب الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، هو حديثه عن الجدار، والذي قال فيه «إننا نعزز أمننا على الحدود في وجه تحديات قائمة ومستقبلية، والعائق الذي نقيمه في الجنوب يثبت إبداعنا وقدرتنا على بناء منظومة دفاعية قوية»”، وفق زعمه، وللمفارقة فإن حديث ليبرمان عن تعزيز أمن إسرائيل يأتي في الوقت الذي تقيم فيه الأردن معها اتفاقية سلام، وليس هذا فحسب، بل إن الجدار الحدودي بين عمان وتل أبيب يهدف بالأساس لحماية مطار صهيوني تعارض الأردن بناءه، ففي إبريل 2015 جدد الأردن رفضه بناء مطار تمناع الدولي الإسرائيلي، بمحاذاة العقبة جنوب المملكة؛ بسبب تأثيره على سلامة الأجواء الأردنية؛ وذلك لقربه من مطار الملك حسين بن طلال، وتوقع مسؤول حكومي أردني تشغيل المطار الإسرائيلي الجديد نهاية العام الحالي بعد انتهاء الأعمال الإنشائية فيه، ولفتت مصادر أردنية إلى حتمية التعدي على سيادة الأجواء الأردنية عند اقتراب وهبوط الطائرات في مطار تمناع، بالإضافة إلى تعريض سلامة الطائرات العاملة في مطار الملك حسين الدولي للخطر.
وبعيدًا عن الأجواء الأردنية، فإن الكيان الصهيوني يقوم ببناء جدار جديد بطول 15 كيلومترًا على حدود دولة عربية أخرى يربطها معها اتفاقية سلام، وهي مصر، ورغم أن الكيان الصهيوني يزعم أن بناء الجدار يستهدف منع التكفيريين الذين يريدون تجاوز الحدود وتنفيذ عمليات إرهابية داخل إسرائيل، حيث ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن سلطات الاحتلال تخطط لبناء جدار عازل أسفل الأرض على حدودها الجنوبية مع مصر، نظرًا لما وصفته بعجز قوات الأمن المصرية حتى الآن عن شلّ حركة التنظيمات المسلحة في سيناء، وخشية امتداد عملياتها إلى داخل إسرائيل، إلا أن الحجج الإسرائيلية في بنائها لهذه الجدران المتعددة مع مصر قد لا يخفي الهدف الرئيسي من إنشائها، وهو تعزيز أمن إسرائيل تحسبًا لأي تطور مستقبلي، ففي عام 2016 تذرعت إسرائيل بأن الجدر الحدودي مع مصر منعت دخول المهاجرين الأفارقة إليها.
وبالنسبة للجدار الجديد فمن المتوقع استكماله خلال عام ونصف بتكلفة تصل إلى نحو 980 مليون دولار، وهو يشابه الجدار الذي بدأت إسرائيل إقامته العام الماضي حول قطاع غزة. وكانت تل أبيب قد أعلنت في عام 2013 عن انتهاء العمل في الجدار الحدودي الذي يمتد من إيلات شمالاً وحتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا، ويبلغ طوله 245 كيلو مترًا.
القناة الثانية العبرية لفتت العام الماضي ووفقًا لمعلومات من وزارة الحرب الإسرائيلية، إلى أن بجانب الجدار البري، سيكون هناك جدار عازل في البحر، بمعنى أنه سيتم بناء جدار عازل تحت الماء بين الحدود المصرية والإسرائيلية.
وفيما يخص حدود الكيان الصهيوني مع لبنان، فاجأ رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، اللبنانيين قبل أيام قليلة في لقائه مع المجلس النيابي بتقرير عن نية العدو الإسرائيلي بناء جدار على حدود لبنان الجنوبية، وهو الأمر الذي يؤكد الأخبار التي تناقلتها المواقع العبرية كموقع صحيفة «هآرتس» الالكتروني الناطق بالعبرية، أن الجيش الإسرائيلي سيشرع بإقامة جدار أمني على طول الحدود مع لبنان، وأشار الموقع إلى أن الجدار سيكون شبيهًا بالذي تم إنشاؤه على طول الحدود مع مصر، وذلك بهدف منع عمليات التسلل، وأضاف الموقع أن ارتفاع الجدار سيصل في بعض المقاطع إلى ستة أمتار، بما يشبه الجدار الذي أقيم على طول الحدود مع مصر والجولان، وتصل تكلفة الجدار الذي يحمل اسم “ساعة الرمل” أكثر من 100 مليون شيكل، وسيقام في منطقتين جرى تصنيفهما كمناطق أولية من الدرجة الأولى، إحداها تقع قرب رأس الناقورة، والثانية قريبة من «المطلة».

The post في زمن السلام الدافئ.. إسرائيل تواصل بناء الجدر مع الأردن ومصر ولبنان appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©