الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

تحفة معمارية يضربها الإهمال.. مسجد قايتباي بالقاهرة حائر بين «الآثار والأوقاف»

البديل
تحفة معمارية يضربها الإهمال.. مسجد قايتباي بالقاهرة حائر بين «الآثار والأوقاف»

يقف مسجد السلطان قايتباي الأثري الموجود بحي منشأة ناصر في القاهرة، حائرا بين بيروقراطية الوزارات تائها كابن لقيط، لا تريد كل من وزارتي الآثار والأوقاف الإنفاق عليه، ليدفع ثمن البيروقراطية الحكومية إهمالا وتجاهلا وتصدعا رغم قيمته التاريخية.

يقع مسجد السلطان المملوكي الأشرف بن أبى الناصر قايتباي في شارع السوق بحي منشأة ناصر في القاهرة، في المنطقة المعروفة باسم “مقابر صحراء المماليك سابقا”، ضمن مجموعة أثرية تعرف باسم مجموعة السلطان قايتباي تضم مقعد السلطان والحوض الأثري.

ويرجع تاريخ المسجد إلى عام 1474م، وهو بمثابة متحف متنوع للفنون الزخرفية والعمارة الإسلامية التي اشتهر بها العصر المملوكي البحري أو الشركسي حيث ضخامة البناء، وقوة الزخرفة، والثراء الكبير في الفنون الإسلامية للجامع، ليصبح تحفة معمارية، ونتيجة لجماله رُسم على الجنيه المصري ليكون شاهدا على عظمة البناء، فيما يعاني المسجد حاليا من تهالك الجدران وانتشار القمامة حول ساحته.

وقال الدكتور سعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، إن مجموعة السلطان قايتباي بصحراء المماليك الشرقية منطقة سكنية وسط المقابر تابعة لحي منشأة ناصر ليست قاصرة على المسجد، ولكنها تضم مجموعة معمارية أثرية مبنية على الطراز المملوكي، تتكون من المسجد، والحوض، ومقعد السلطان.

وأوضح لـ”البديل” أن مسجد قايتباي يتمتع بحالة معمارية وإنشائية جيدة جدا ولكنه يحتاج لمشروع محدود للترميم الدقيق من مراجعة الألوان والحجارة والزخارف، بالإضافة لأعمال الكهرباء، حيث توجد العديد من الأسلاك العشوائية في الإضاءة والكهرباء، أما النظافة فهي مسؤولية حي منشأة ناصر، “ودائما ما نخاطبهم بإزالة هذه القمامة والتنظيف حول المسجد”.

وأعرب حلمي، عن حزنه الشديد بسبب الإهمال الجسيم الذي يعاني منه المسجد، مشيرا إلى أن وزارة الآثار مكبلة الأيدي تجاه ترميم المساجد في مصر، وأنه لا يجب تحميلها المسؤولية بمفردها، فالمادة 30 من قانون 1983 لحماية الآثار تنص على أن الجهة المالكة هي التي تتولى تمويل وتغطية نفقات الترميم، والمساجد تقع تحت إشراف وزارة الأوقاف التي لا تنفق على ترميم المساجد وتطويرها، حتى وصلت مستحقات وزارة الآثار من الأوقاف إلى مليار و200 مليون جنيه ترميم مساجد حتى عام 2010 لم تسدد حتى الآن، وقال: وزارة الأوقاف تتعامل بمنطق بناء مسجد جديد بتكلفة نصف مليون جنيه، بينما الترميم الذي تجريه الآثار لجدار واحد فقط بمسجد أثري تاريخي قد تبلغ تكلفته مليون جنيه، وهنا تكمن الإشكالية التي نحاول التغلب عليها في الفترة الأخيرة مع الأوقاف، من خلال تعاون يسعى لإنقاذ عدة مساجد تاريخية أبرزها الإمام الشافعي، الرفاعي، الفتح الملكي بعابدين المحمودية، وهى مساجد لأول مرة تشهد عمليات ترميم، مؤكدا أنه سيعمل على إدراج اسم مسجد السلطان الأشرف قايتباي، في اجتماعه القادم مع وزير الأوقاف، ضمن خطة الترميم.

من ناحية أخرى، أوضح حلمي، أنه تم تطوير كل من الحوض والمقعد في إطار مشروع مصري بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأوربي تحت إدارة اجنيشكا دوبروفولسكا، مديرة المشروع بمصر، ليُقام فيها المعارض الفنية وعرض وبيع منتجات الحرفيين واستخدامه كمعرض يتم تنظيمه بطريقة تبادلية في المنطقة المحيطة بمجمع السلطان قايتباي، 

ومن جانبها، قالت اجنيشكا، مدير المشروع ومسؤول مؤسسة “اركينوس” للعمارة ، إن مقعد السلطان قايتباي هو محاولة للاحتفال بإرث السلطان من خلال مشروع الترميم وإعادة الاستخدام وتنفيذ فن الإدماج المجتمعي على أرض الواقع، بالتعاون مع مشروع القاهرة التاريخية، ولخدمة سكان المنطقة والزوار.

The post تحفة معمارية يضربها الإهمال.. مسجد قايتباي بالقاهرة حائر بين «الآثار والأوقاف» appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©