الخميس، 9 نوفمبر 2017

الجيش السوري يكسر الفيتو الأمريكي على البوكمال ويلتقي نظيره العراقي

البديل
الجيش السوري يكسر الفيتو الأمريكي على البوكمال ويلتقي نظيره العراقي

يواصل الجيش العربي السوري سلسلة انتصاراته على مختلف الأصعدة في الميدان السوري، فبالأمس أعلنت الحكومة السورية أن قوات الجيش، مدعومة بالحلفاء، سيطرت على مدينة البوكمال، آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي على الحدود السورية العراقية، بعد معارك مع شرسة.
نطاق انطلاق هذه المعركة كان من الشرق السوري، حيث بدأت القوات السورية وحلفاؤها عملية نوعية باتجاه بلدة البوكمال، التي تعد من أهم البلدات بحوزة تنظيم الإرهابي، القوات طوّقت البلدة الاستراتيجية، وبدأت عملية توغل فيها، في وقت شهدت حدود البلدة مع العراق التقاء وحدات من القوات السورية مع العراقية.
ورغم المخاطر التي يفرضها التحليق المتواصل لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن في أجواء منطقة عمليات الجيش السوري، باتت مدينة البوكمال في محافظة دير الزور في أقصى الشرق السوري مطوقة بالكامل، حيث بدأت وحدات من الجيش السوري والحلفاء في اقتحامها، البوادر الأولى للعملية بدأت بالتقدم الذي أنجزه الجيش والحلفاء خلال الأيام الماضية بدءًا من المحطة الثانية جنوب غرب البوكمال، وصولًا إلى الحدود العراقية، وبعد ذلك سارت القوات المتقدمة بمحاذاة هذه الحدود في طريق يقدر عرضه بـ 10 كيلو مترات، وطول يقارب الـ 40 كيلو مترًا، وبعد ذلك استدارت إلى محيط مدينة البوكمال لتطويقها، حيث بدأ اقتحام البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، أي من جهة البادية السورية، ومن الجهة الشرقية لهذه المدينة، بعد أن وصلت القوات العراقية من الجانب العراقي، وتم الإعلان عن بدء عملية التطويق من الاتجاهات كافة عبر وسائل الإعلام الرسمية السورية بعد ظهيرة الأمس.
وبصورة مباشرة أو غير مباشرة يعد الإنجاز العسكري الأخير للجيش السوري انتصارًا على الولايات المتحدة الأمريكية، فحتى فترة قصيرة كانت البوكمال تخضع لحساسيات أمريكية، خاصة فيما يتعلق بسيطرة الجيش السوري وحلفائه على هذه البلدة، وكانت هناك نية أمريكية بأن تستحوذ قوات سوريا الديمقراطية على البوكمال، غير أن الجيش السوري وحلفاءه استطاعوا تغيير هذه المعادلة، بفرضهم أمرًا واقعًا في ميدان البوكمال، فالكلمة الفصل كانت للقوات السورية في هذه المعركة، مع الانتباه لأمر مهم، وهو أنه قبيل الهجوم السوري على البوكمال بأيام قليلة، كان هناك اجتماع لافت للنظر بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبين المرشد الإيراني، علي خامنئي، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، في طهران، ويبدو أن لهذا الاجتماع تداعياته على الساحة السورية، ولا يستبعد أن يكون الاجتماع قد أعطى الضوء الأخضر بعد التنسيق مع الطرف السوري لاقتحام البوكمال وتحريرها من داعش، فالغطاء الروسي يسمح بتحييد الأمريكان، ولم يكن الأمر يتطلب من الروس إلا أن يعلنوا البوكمال منطقة عمليات لينسحب الطياران الأمريكي من محيط منطقة العمليات الروسية.
الجدير بالذكر أن زيارة بوتين في نوفمبر 2015 لطهران عقبتها أيضًا جملة من التطورات المهمة، كإنشاء غرفة للعمليات بين موسكو وطهران وبغداد للتنسيق العسكري، وتطورات على الساحة السورية، كزيادة العمليات العسكرية في حلب والسيطرة عليها بالكامل أواخر 2016.
وتشكل البوكمال الحدودية المقابلة لمدينة القائم العراقية آخر معقل استراتيجي لداعش، وبالتالي لم يتبقَّ لهذا التنظيم الإرهابي سوى مساحات ضيقة، عبارة عن قرى صغيرة وأراضٍ صحراوية.
كما أسهم تحرير الجيش العراقي لغربي محافظة الأنبار المحاذية لدير الزور السورية، وإمساكه للحدود، في تسريع تقدم الجيش السوري وحلفائه، مشكلًا عاملًا حاسمًا ومساعدًا في نجاح المعركة.
وأهم ما يميز هذا الإنجاز هو التقاء الجيشين العراقي والسوري على جانبي الحدود على مسافة تقارب 40 كيلو مترًا، الأمر الذي يفتح الباب أمام تنسيق العلميات على نطاق أوسع خلال العمليات المقبلة للبلدين في القضاء على داعش من جهة، ومن جهة أخرى يعزز قدرة البلدين على مواجهة التحديات الأمنية والوطنية التي فرضتها أحداث السنوات الماضية، ويمثل تأمين الطرق الدولية التي تربط سوريا بالعراق مرورًا بالبوكمال فرصة لفتح خطوط للاستيراد والتصدير والتبادل التجاري بين البلدين، والتي كانت ناشطة منذ عام 1996 حتى سيطرة داعش على المنطقة.
ويعزو خبراء عسكريون سرعة تحرير البوكمال إلى إرادة القتال الكبيرة لدى محور المقاومة، والتنسيق القوي بين مختلف مكونات الجبهة المعادية لداعش من القوات العراقية والحشد الشعبي، إضافة للجيش العربي السوري وحلفائه مع القوات الجوية الروسية، مع العلم بأن الجانب الروسي مهد الأرضية القتالية في البوكمال من خلال صواريخ كاليبر، والتي انطلقت من الغواصات، بالتعاون مع القاذفات الروسية الاستراتيجية التي ضربت معظم معاقل داعش جوًّا على مدار الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى انهيار الروح المعنوية لداعش، بعد خسارتهم في الموصل والقائم والرقة وريف دير الزور الشرقي.
ويرى مراقبون أن تحرير البوكمال يعزز مخاوف الكيان الصهيوني، فتحرير هذه البلده الحدودية أفشل المشروع الصهيوأمريكي لتقسيم المنطقة، ومن ناحية أخرى أمن تحرير البوكمال التقاء محور المقاومة، فالقوات السورية التقت بحلفائها من القوات العراقية والحشد الشعبي من جانب القائم، وسيؤدي ذلك الالتقاء لفتح طريق المحور المقاوم من إيران إلى العراق إلى سوريا ولبنان.

The post الجيش السوري يكسر الفيتو الأمريكي على البوكمال ويلتقي نظيره العراقي appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©