الأربعاء، 31 يناير 2018

دور حزبي غائب.. والممارسات الأمنية تقتل الحياة السياسية

البديل
دور حزبي غائب.. والممارسات الأمنية تقتل الحياة السياسية

 

فتح عدد من الإعلاميين ومقدمي برامج “التوك شو”، مجددا، ملف دور الأحزاب في المرحلة الراهنة التي تشهد انتخابات رئاسية أشبه باستفتاء على استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسي في منصبه لمدة أربعة أعوام مقبلة، بعد خلو الساحة السياسية من المنافسة.

من جانبها، استنكرت الإعلامية لميس الحديدي، ضعف الحياة السياسة في الفترة الراهنة، وعدم وجود قاعدة شعبية للأحزاب، محملة إياها جزءا من المسؤولية، بجانب النظام، في حين أكد عدد من قيادات الأحزاب أن الاهتمام من جانب الإعلام المحسوب على الدولة، له أسباب معروفة؛ أبرزها التطورات الأخيرة في ملف الانتخابات الرئاسية، وحالة الحرج التي حدثت للإدارة السياسية أمام الرأي العام الدولي؛ بسبب عدم وجود مرشحين للانتخابات الرئاسية، ورحلة البحث عن مرشح يخسر أمام السيسي في الانتخابات المقبلة.

وقال أحمد سالم، عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي، إن الوضع الحالي للأحزاب تُسأل عنه الأجهزة الأمنية، التي باتت تتحكم في كل كبيرة وصغير في المشهد السياسي، حتى وصل الأمر بها إلى منع أعضاء بعض مجلس النواب من حجز قاعة في أحد الفنادق ليعبروا عن موقفهم من قضية مطروحة داخل البرلمان، موضحا أن تفجير الأحزاب من الداخل والتحكم في اختيار رؤسائها وتوفير دعم مادي وسياسي لبعضها من جانب أجهزة الدولة، السبب الأول لضعف الحياة السياسية بشكل عام.

وأضاف سالم لـ”البديل”، أن غالبية الإعلاميين الذين يتحدثون حاليا عن غياب وضعف الأحزاب، كانوا مشاركين في حملة تشويه مرشحين حزبيين في الانتخابات الرئاسية الحالية، كما حدث مع خالد علي وغيره من المرشحين الذين انسحبوا، مؤكدا أن حال الأحزاب اليوم نتاج بيئة تشريعية وسياسية وتدخلات من أجهزة في الدولة منذ 60 سنة، وبالتالي لن ينصلح حال الأحزاب إلا برفع يد الأجهزة عن الأحزاب، وتوفير مناخ ديمقراطي يسمح بممارسة العمل السياسي والحزبي دون خوف من اعتقال أو سجن لمدة 10 سنوات بموجب قانون التظاهر.

وأوضح محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن الحياة السياسية تم تفريغها من مضمونها، حتى أصبحت تحتضر، في ظل حالة تكميم الأفواه، وسيطرة الرأي والفكر الواحد، والتأميم الناعم لوسائل الإعلام، متابعا: “انتهى وقت المناشدات والبيانات التي تخرج من داخل الغرف المغلقة، وحان الوقت لإذابة الجليد وبدء حوار جاد بين مؤسسة الرئاسة والقوى المدنية؛ لتقارب وجهات النظر ونزع فتيل الغضب وإحياء السياسية مجددا، حتى يكون هناك متسع ومتنفس أمام الجميع للمشاركة والتعبير عن النفس وحرية المنافسة في مناخ من الديمقراطية واحترام الدستور وسيادة القانون؛ من خلال مشاركة شعبية حقيقية من منطلق أن الوطن ملك للجميع”.

وأكد الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجة، أن وضع الأحزاب الحالي، تُسأل عنه الدولة، حتى لو هناك مشاكل لدى الأحزاب، لكن الأزمة الأكبر تعود للدولة؛ سواء فيما يخص التشريعات التي تصدرها أو الأجواء السياسية والأمنية التي نمر بها حاليا.

وأضاف ربيع لـ”البديل”، أن الانتخابات الرئاسية تجري في ظل إقرار حالة الطوارئ، ومع برلمان تم انتخابه بشكل مريب، ووسط تدخلات أمنية في اختيارات بعض أعضائه، وجرى بنظام انتخابي يقضي على الحياة الحزبية، حيث انتخب 80% من أعضائه بالنظام الفردي.

 

The post دور حزبي غائب.. والممارسات الأمنية تقتل الحياة السياسية appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©