البديل
سجن «ساقط قيد» 5 أعوام ظلمًا.. وضغوط من «الداخلية» للتعتيم
ظًلم كبير وقع على أحد المواطنين، تخطى عمره 50 عامًا، بإحدى قرى مركز المنيا، ألقي القبض عليه بالخطأ لقضاء عقوبة السجن 5 سنوات بإحدى القضايا التي لم يرتكبها، دون أن يعلم أهله مكانه طوال تلك الأعوام، حتى عثروا عليه مؤخرًا بأحد أقسام شرطة شمال المنيا، بعدما قضى العقوبة التي تخص أحد الأشخاص الآخرين، ولم يُطلق سراحه حتى الآن رغم انقضائها منذ 5 أشهر.
مأساة عاشها عادل شعراوي دردير، البالغ من العمر 52 عامًا (ساقط قيد) ولا يقرأ أو يكتب، ويعاني من حين لآخر من مرض نفسي، وأصبح حلم أهله أن يعود إليهم بعدما فقدوا الأمل في رجوعه، إلا أن ضغوطًا شتى تُمارس ضدهم من عدة جهات لإنهاء الأمر وديًا، بحسب ما قالته شقيقته.
وقالت سهام شعراوي، شقيقة عادل، إنهم من أبناء قرية تله التابعة لمركز المنيا، وشقيقها لا يقرأ ولا يكتب، ويعاني من ضعف في التعامل مع من حوله، فكل ما يفعله العمل بالنجارة وكسب رزق يسير يكفيه للحياة، ليس متزوجًا، غير أنه ساقط قيد، وليس له أية أوراق حكومية بعدما ضاعت شهادة ميلاده الكرتونية القديمة، ورفضت الجهات المختلفة استخراج شهادة ميلاد له، الأمر الذي جعله يعيش بحكم الأموات.
وأضافت شعراوي لـ”البديل”، أن شقيقها تغيب منذ 5 سنوات و5 أشهر، ولم يتوصلوا لمكانه طوال تلك الفترة بأي حال من الأحوال، إلى أن طلبوها بقسم شرطة بني مزار منذ عدة أيام لعمل استمارة تعارف والتأكد من هذا الشخص، وأكدت أنه شقيقها بالفعل بعد أن أدى عقوبة جنايات لمدة 5 سنوات عن القضية رقم (8034 لسنه 2012 جنايات أكتوبر بالجيزة)، ورغم محاولتها إثبات أن المتهم ليس شقيقها، إلا أنه لم يسمع لها أحد.
وناشدت وزير الداخلية بالتدخل وكشف الظلم الواقع على شقيقها في الواقعة، إذ أن اسم المتهم الأصلي، عادل محمد إبراهيم، وشهير بعادل علي دردير من أبناء مركز بني مزار بالمنيا، بينما اسم شقيقها عادل شعراوي علي دردير، وقضى العقوبة بالخطأ، في حين أن المتهم حر طليق.
وأكدت شقيقة عادل أن هناك ضغوطًا كبيرة تُمارس عليها لاستلام شقيقها والإقرار بأنه أمضى عقوبة السجن التي لم يرتكبها، وهذا ما تسبب في استمرار حبسه 5 أشهر إضافية حتى لا يفتضح الأمر.
المفاجأة التي قالتها شقيقة المواطن البريء، أن ما كشف الواقعة مؤخرًا، إلقاء القبض على المتهم الأصلي، لكن بعدما تبين الخطأ لدى الأجهزة الأمنية، تم إطلاق سراحه لأن العقوبة فعليًا تم تأديتها وبحكم القانون انتهت، إلا أن شقيقها مازال محجوزًا دون أسباب حتى الآن، خشية إثارة البلبلة.
محمد الحمبولي، محامي الشخص المحتجز حاليًا، تساءل: كيف يتم إلقاء القبض على شخص وسجنه 5 سنوات دون العثور على أية أوراق لديه، ولا يوجد أية بيانات تدل على حياته أو وفاته، ولو افترضنا أن العقوبة قام بتأديتها، كيف يتم احتجازه 5 أشهر أخرى، الأمر الذي يكشف ويؤكد وجود أخطاء جسيمة في عملية القبض عليه، وأنه مظلومًا وقضى عقوبة لم يرتكبها، مطالبًا اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، بالتدخل لحل الأزمة سريعًا.
The post سجن «ساقط قيد» 5 أعوام ظلمًا.. وضغوط من «الداخلية» للتعتيم appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات