البديل
تصعيد غربي في أزمة «سكريبال».. ورسيا ترد بالمثل
لا تزال الأزمة الدبلوماسية الروسية البريطانية بشأن قضية تسمم الجاسوس المزدوج سكريبال تتصاعد وتيرتها، واتسعت دائرة الخلاف لتطال العديد من الدول الأوروبية والأمريكية في مواجهة روسيا، التي تصر على براءتها من تهمة تسميم العميل، وتتوعد برد حازم وقوي على كل تلك الدول.
وأعلنت رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن عدد الدول التي تضامنت مع بريطانيا في قضية تسمم الجاسوس المزدوج، سيرجي سكريبال وابنته يوليا، بلغ 26 دولة، قامت جميعًا بطرد أكثر من 150 دبلوماسيًّا روسيًّا، من بينها 16 دولة في الاتحاد الأوروبي، وكندا وأستراليا والولايات المتحدة، التي طردت وحدها 60 دبلوماسيًّا، وأغلقت إحدى القنصليات الروسية على أراضيها.
على الجانب الآخر أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أنه تم استدعاء السفير الأمريكي في موسكو؛ لإخطاره بالرد على طرد الدبلوماسيين الروس، وقال لافروف: روسيا قررت إغلاق القنصلية الأمريكية في سان بطرسبورغ، وطرد عدد مماثل من الدبلوماسيين الأمريكيين؛ ردًّا على طرد دبلوماسيين روس من الولايات المتحدة.
وأعطت وزارة الخارجية الروسية، أمس الخميس، القنصلية الأمريكية في سان بطرسبورغ مهلة يومين؛ للتوقف عن تقديم خدماتها، كما أعلنت عن طرد 58 دبلوماسيًّا أمريكيًّا واثنين من مسؤولي القنصلية العامة في إيكاترينبرج، ومنحت الدبلوماسيين الأمريكيين المطرودين من روسيا مهلة لمغادرة البلاد بحلول يوم 5 إبريل المقبل.
وأكد مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشكين، أن طرد الدبلوماسيين الروس هو عمل استفزازي واضح من قبل دول الغرب، وقال “هذا استفزاز قذر ودنيء من مجموعة دول معروفة، والتي تعمل على تشكيل جو من الكراهية إزاء روسيا”.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمر بترحيل 48 دبلوماسيًّا وموظفًا في البعثات الدبلوماسية الروسية، بينهم 46 من واشنطن و2 من القنصلية العامة في نيويورك، كما تم الإعلان عن 12 من موظفي بعثة روسيا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك كشخصيات غير مرغوب فيها، وبالإضافة إلى ذلك سيتم إغلاق القنصلية الروسية العامة في ولاية سياتل.
وأعلن السفير الأمريكي في روسيا، جون هانتسمان، أن بلاده مستعدة لأي رد روسي، وأنها سترد مجددًا إذا لزم الأمر، وأضاف أن القرار الأمريكي مبني علي أدلة مهمة قدمتها رئيس الوزراء البريطانية قائلاً “لم يكن لواشنطن أن تسكت على عمل يمس بحليفتها لندن”، مؤكدًا أن السلطات الأمريكية مقتنعة بدقة وجدية التحقيق البريطاني الذي حمَّل روسيا المسؤولية عن الحادث.
يذكر أن الجاسوس، سيرجي سكريبال، العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية الذي أدين في روسيا بتهمة الخيانة العظمى، وابنته يوليا، تعرضا يوم 4 مارس للتسمم بمادة مشلة للأعصاب، وتم العثور عليهما في حالة إغماء قرب بيتهما في مدينة سالزبوري جنوب غرب بريطانيا، حيث كانا يقيمان، بعد أن منحتهما بريطانيا حق اللجوء السياسي، إثر الإفراج عن سكريبال في روسيا، في إطار عملية تبادل جواسيس بين روسيا والولايات المتحدة عام 2010، ويوجه الجانب البريطاني اتهامات لروسيا بتورطها في تسميم سكريبال وابنته، فيما تنفي موسكو الاتهامات، مؤكدة أن الجانب البريطاني لم يقدم لها أي دليل ملموس على صحة هذه الاتهامات.
التصعيد الغربي الأمريكي ضد روسيا
قالت وزارة الخارجية الروسية إن عدم اهتمام بريطانيا وعدم تعاونها مع موسكو في التحقيق لمعرفة من يقف وراء تسمم العميل سيرجي سكريبال يجعلنا لا نستبعد تورط الاستخبارات البريطانية في الحادث.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تعليقًا علي طرد الدبلوماسيين الروس “سنرد، دون أدنى شك، لا أحد يريد تحمل مثل هذه الوقاحة”، مشيرًا إلى أن قرار عدد من الدول الغربية جاء نتيجة ابتزاز وضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف لافروف “عندما يهمسون لنا ويطلبون منا مغادرة هذا البلد أو ذاك، فنحن نعرف على وجه اليقين أن ذلك نتيجة للضغوط الهائلة والابتزاز، التي تعتبر الأداة الرئيسية لواشنطن في الساحة الدولية”.
ويرى محللون أن ما تريده الولايات المتحدة ودول الغرب في حقيقة الأمر من روسيا هو التنازل عن مواقفها الدولية تجاه عدد من الملفات والقضايا التي تمارس فيها الولايات المتحدة التسلط على دول العالم، وفي مقدمتها الملف السوري والتحالف مع إيران.
يأتي هذا بعد الإعلان الأمريكي عن القدس عاصمة لإسرائيل ومعارضة أغلب دول العالم للقرار وعدم الاعتراف به، إلى جانب النجاحات التي يحققها الجانب الروسي في العديد من المواقف الدولية وتصدِّيه للمشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، وبالتحديد في سوريا والعراق.
لذا لجأ الجانب الغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية إلى اختلاق الذرائع لمعاقبة روسيا وحشد موقف دولي ضدها؛ لإضعاف دورها في المنطقة وإعادة الزعامة الدولية للجانب الغربي.
The post تصعيد غربي في أزمة «سكريبال».. ورسيا ترد بالمثل appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات