البديل
بمساعدة مصرية إمارتية.. النفط مفتاح استقرار ليبيا (مترجم)
ساهمت الحرب الأهلية الجارية بليبيا في بناء بيئة للمتطرفين ومؤيدي داعش في البلاد والمناطق المجاورة، مما يساهم في تباطؤ أي نشاط على أرض الواقع، وتزعم مصادر إعلامية عربية أن الخصوم الرئيسيين اللواء خليفة حفتر، الحاكم حاليًا شرق البلاد عن طريق الجيش الوطني الليبي، وفايز السراج، المدعوم من الأمم المتحدة، توصلًا إلى اتفاق مبدئي للتعاون، وخلال اجتماع في أبوظبي يبدو أن الطرفين اتفقا على تشكيل قنوات اتصال بشأن عمليات التعاون.
وفي الوقت ذاته وافق سراج على ترشيح حفتر رئيسًا لليبيا في مارس 2018، وسيكون هذا الاتفاق نجاحًا كبيرًا، ليس فقط للفصائل الليبية ولكن لسماسرة السلطة الرئيسية مصر الإمارات العربية المتحدة أيضًا، وستكون الأسابيع المقبلة حاسمة من أجل التنفيذ الناجح؛ لأن هناك معارضة بالفعل للصفقة، حيث كان العقيد محمود الزغل، قائد الحرس الوطني الليبي في طرابلس، قد رفض علنًا اختيار حفتر.
وذهب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أبو ظبي ليناقش مستقبل ليبيا مع ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما تقوم القوات المصرية والإماراتية بعمليات عسكرية داخل ليبيا في معركتها ضد الإخوان وداعش، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤيدًا منذ فترة طويلة لمعارك مصر ضد جماعة الإخوان وداعش والقاعدة.
ويبدو الآن أن محور القاهرة – أبوظبي قد نجح في إبرام اتفاق لتقاسم السلطة الليبية، كما يبدو أن المحادثات قد قدمت دعمًا كافيًا لإنشاء جيش وطني ليبي يقوده المدنيون، في حين يقدم الدعم لتوحيد مؤسسات الدولة، ومع ذلك لم يتم ذكر موقف شركة النفط الليبية أو عملياتها على الصعيد الوطني، ورغم أن معظم اهتمام وسائل الإعلام يركز على المناقشات السياسية والعسكرية المباشرة الليبية، فإن محور القاهرة – أبوظبي ينظر أيضًا إلى قطاعي النفط والغاز في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
ومنذ إزاحة معمر القذافي في عام 2011، كانت قطاعات النفط والغاز في حالة من الغموض، وقد تلاشى التفاؤل بشأن احتمال العودة الكاملة لإنتاج النفط والغاز الليبي إلى السوق؛ بسبب الحرب الأهلية الجارية وانفجار شركة النفط الوطنية المملوكة للدولة وعدم اهتمام المشغلين الدوليين بالعودة، وانخفض إنتاج النفط من أعلى مستوياته قبل الحرب، رغم أن الأسابيع الأخيرة قد شهدت بعض التطورات الإيجابية، وقوبلت تقارير وسائل الإعلام بأن ليبيا قد تكثف قريبًا إنتاجها النفطي بردود فعل متباينة؛ لأن هذا يمكن أن يكون له تأثير ضار على أسعار النفط العالمية؛ بسبب زيادة وفرة النفط في السوق.
لقد كانت مصر مهتمة دائمًا باستيراد النفط الخام من ليبيا، وهو أمر ذو أهمية مضاعفة الآن بعد الأزمة السياسية مع السعودية، ومع ذلك تستمر الهجمات في إعاقة جزء من إحجام الإنتاج مرة أخرى، ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية الليبية حاليًا حوالي 750 ألف برميل يوميًّا، لكن فقط إذا لم يتم حظر أي بنية تحتية أو تفجيرها.
على هامش لعبة السلطة، تستعد شركات النفط والغاز المصرية والإماراتية والمستثمرين وخدمات حقول النفط لدور جديد في إنتاج النفط الليبي، خاصة أن القاهرة وأبو ظبي سيدخلان بشكل كامل، ومن شأن الاتفاق الحالي، إذا ما وضع، أن يعيد الاستقرار إلى المنطقة ويزيل الكثير من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في ليبيا، وانتشرت أخبار في الشهر الماضي أن شركة النفط المصرية وخدمات حقول النفط التابعة لها بتروجيت تستعدان لتفعل عملياتهما في ليبيا.
ولا شك في أن مفاوضات النفط كانت على الطاولة في أبو ظبي بين الفصائل الليبية، لكن أيضًا خلال الاجتماعات المصرية الإماراتية، ويوجد بالفعل تعاون بين الشركة المصرية للنفط وشركة نفط الشمال، الشركة الوطنية الليبية للنفط، وهناك قائمة طويلة من الكيانات المصرية الأخرى مثل شركة الحفر المصرية أو تشالنجر دريلينغ أو إنبي، وسيكون التركيز الرئيسي لكل ذلك على تجديد البنية التحتية للنفط والغاز في ليبيا، ولاسيما العمليات الميدانية وخطوط أنابيب النفط والغاز.
ومن النقاط الرئيسية الأخرى التي تثير الاهتمام ضرورة تجديد ليبيا وتوسيع البنية التحتية للغاز الطبيعي، ليس فقط إلى الحوض الصناعي الليبي، بل أيضًا للحصول على قاعدة أوسع للمستهلكين المحليين، مثلما فعلت مصر وأوصلت الغاز الطبيعي للعديد من المنازل في مصر.
ومن المتوقع أيضًا أن تتزاحم الشركات الإماراتية، بما في ذلك الشركات التابعة لشركة أدنوك، إلى ليبيا بعد تحقيق استقرار سياسي حقيقي، وبالنظر إلى المناقشات الجارية داخل كيانات النفط والغاز الرئيسية في أبو ظبي، يمكن أن تكون ليبيا نقطة ساخنة جديدة، ومن المتوقع أن تكون شركة «طاقة» و«أدنوك» الوطنية، و«مبادلة» و«بتروفاك» المستقلة، الجهة الأولى التي تجني ثمار الدعم العسكري والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيكون التنافس على الشركات المصرية الإماراتية في ليبيا قاسيًا، ومع ذلك فإن الوضع الحالي للسوق ليست مفتوحة، وسيؤدي التدخل الجيوسياسي وعلاقات وسيط السلطة المباشرة مع الفصيلين دورًا رئيسيًّا في عملية اتخاذ القرارات المقبلة، وعلى شركات الخدمات الأوروبية والأمريكية، التي تحلم بإحياء ليبيا جديدة، إعادة تقييم الحقائق على الأرض، حيث إن آلة التسويق العربية السياسية العسكرية موجودة، والسراج وحفتر يفهمان أين يوجهان ولاءهما، وبالتالي لا ينبغي الاستهانة بالقدرة المشتركة لفرعون مصر وصقر الإمارات وفي الحالة السياسية والعسكرية الهشة الراهنة لا يسمح بأي مساومة.
The post بمساعدة مصرية إمارتية.. النفط مفتاح استقرار ليبيا (مترجم) appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات