البديل
جنوب السودان.. هل يمكن تحقيق السلام بدون مشار؟
بعد أربع سنوات من أزمة جنوب السودان، لم يتم التوصل بعد إلى حل، ولا تزال الجرائم البشعة مستمرة، مع نزوح الملايين خارج البلاد ومواجهة مئات الآلاف للمجاعة، وفقا لتقارير عديدة من هيومن رايتس ووتش، كما تشير أصابع الاتهام بالتقارير لكل من قادة الحكومة والمتمردين.
قال موقع أوول أفريكا: واجهت المحاولات المختلفة والعديدة التي قام بها قادة المنطقة للتوصل إلى حلول دائمة للصراع تعقيدات سببها الرئيسي الانقسام الموجود داخل صفوف المتمردين الذي يجعل الأمور أكثر صعوبة.
وتابع الموقع: ولم يتمكن مجلس وزراء إيقاد الذي استمر ثلاثة أيام في يوليو من التوصل إلى حلول زمنية واقعية لتنفيذ اتفاق السلام الذي تم إبرامه في عام 2015، ولم يتم العمل به، ولم ينجح في التوصل إلى حلول، وهذا ما أوضحه برازيل موسومبا مستشار الاتصالات والإعلام في إيقاد بأن الديناميات تغيرت مع العديد من الانقسامات داخل الحكومة والمتمردين منذ توقيع الاتفاق في عام 2015، وبالتالي سيكون من الضروري استيعاب اللاعبين الجدد الذين قدموا حتى الآن على المشهد.
وذكر الموقع أنه جرت محاولات لتوحيد الفصائل المتمردة قبل محادثات المصالحة في أروشا في عنتيبي تحت رعاية الزعيم الأوغندي يوري موسيفيني، وشهدت أخيرًا ثلاث مجموعات رئيسية من الحركة الشعبية لتحرير السودان في اتفاق المصالحة في 27 يوليو 2017، وكانت هناك عدة عوامل تدفع أولئك في المعارضة للموافقة على محادثات إعادة التوحيد، وشمل ذلك عدم وجود شخصية معارضة موحدة وصعوبات اقتصادية يواجهها معظم المسؤولين الحكوميين السابقين في المعارضة في الخارج.
وقد شجع الرئيس سالفا كير بشكل خاص تدخل ريبيكا قرنق، أرملة جون قرنق، أحد آباء الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي وافقت على المشاركة في العملية، ولكن لم يتحقق ذلك، وظهر انقسام آخر ضمن مجموعة رياك مشار، وفى يوم التوقيع أصدرت مجموعة مشار بيانا شديد اللهجة من مقرها فى باجاك وقعه مابيور جارانج مابيور رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات والعلاقات العامة بالحركة الشعبية لتحرير السودان، محذرا من أن عملية عنتيبى ولدت من الرئيس سلفا كير وأنها “استهزاء بعملية السلام”.
وتابع الموقع: حتى لو تم الحفاظ على الوعود التي قطعت في عنتيبي، فإن الطريق للسلام ما زال صعبا، خاصة وأن مشار يتنصل دائمًا ويتهرب من التعهد بتحقيق السلام، وقد أطلق مجلس وزراء إيقاد مؤخرًا منتدى التنشيط الرفيع المستوى الذي سينفذ في سبتمبر، وهو ينطوي على مراجعة اتفاق السلام في أغسطس 2015، للتوصل إلى جداول زمنية واقعية للتنفيذ حتى دون موافقة مشار أو وجوده، واتفقت الكتلة الإقليمية على أن جميع جماعات المعارضة بما في ذلك ممثلو ريك مشار ستكون موضع ترحيب، ولكن ناشطي المجتمع المدني يعتبرون هذا التصريح مفتقدا للديمقراطية وأن اتفاق السلام لا يمكن تنفيذه بدون مشار، وفي الوقت الحالي إذا لم يستطع ريك مشار حضور الاجتماع المزمع عقده في سبتمبر 2017، فإن هذا القرار سيضمن أن جنوب السودان لا تزال خاضعة للحرب، ويجادلون بأن المطلوب هو عملية شاملة للسلام بموافقة جميع الأطراف، ولا تشمل مشار فقط، بل تشمل أشخاصا فاعلين آخرين كوزير الخارجية السابق لام أكول والمنسق العام توماس سيريلو، وتعتبر تصريحات ناشطي المجتمع المدني المدعومين من الخارج في أغلب الأحوال تعسفية، وتضع المزيد من العراقيل أمام خطة السلام الواجب تنفيذها.
وبينما تجري هذه المناقشات، يجبر الآلاف من المدنيين على الخروج من مجتمعاتهم ومنازلهم، ويضطر جنود من الجانبين إلى نقل المدنيين الأبرياء، ولابد للسلطة الإقليمية التي تبحث عن حل أن تبذل قصارى جهدها لإعادة السلام والوحدة في بلد لم يكن له استقرار يذكر منذ الاستقلال، وقد لا تكون العزلة لزعيم المتمردين ريك مشار الحل الأمثل للأزمة، ولكن حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة لتنفيذ السلام.
The post جنوب السودان.. هل يمكن تحقيق السلام بدون مشار؟ appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات