الجمعة، 18 أغسطس 2017

ترامب يستخدم كوريا الشمالية لإخفاء أخطائه الداخلية (مترجم)

البديل
ترامب يستخدم كوريا الشمالية لإخفاء أخطائه الداخلية (مترجم)

يبدو أنه مع تقديم كوريا الشمالية لبرنامج الصواريخ النووية، انقسمت السياسة الخارجية للولايات المتحدة انقساما كبيرا إلى مسارين غير متجانسين.

يتناقض الجهد الدبلوماسي الرامي لحل الأزمة على مائدة المفاوضات مع الخطاب الناري في البيت الأبيض والموقف العدواني.

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تهديداته بتدمير كوريا الشمالية، في الوقت الذي ذهب فيه وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، إلى آسيا؛ للترويج إلى حملة دبلوماسية إقليمية لاحتواء كوريا الشمالية.

أعلن ترامب قبل ثلاثة أشهر أنه سيحظى بشرف اللقاء مع نظيره الكوري الشمالي، وقال تيلرسون، قبل إسبوعين أثناء رحلته في مانيلا وبانكوك وكوالالمبوور، إن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في كوريا الشمالية، أو تدميره، او إعادة التوحيد السريع لشبه الجزيرة.

ينبع غضب ترامب من كونه سياسيا، توجه له تهم وتحقيقات بشأن حملته الانتخابية الأخيرة، وهو يحاول إعادة التواصل بفاعلية مع مؤيديه مستخدما الخطابات القاسية التي يهدد بها كوريا الشمالية.

دعمت روسيا والصين قرار مجلس الأمن الأخير بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، ويعتقد كلا البلدين أن تصويتهما على العقوبات من شأنه أنه يفقد كوريا الشمالية نحو مليار دولار من عائداتها الخارجية.

يعلم أي شخص يتابع تاريخ كوريا الشمالية وأحداثها أنه لا يوجد حل سحري للعقبة التي يقدمها هذا البلد وسياسته.

تجدر الإشارة إلى أن الكوريتين تأسستا بعد الحرب العالمية الثانية حين أحتلت الولايات المتحدة الجزء الجنوبي، والسوفييت الجزء الشمالي، وبعدها بدأت كوريا الشمالية في تشكيل سياستها الاستبدادية تدريجيا، على عكس الجنوبية التي اتجهت إلى الديمقراطية.

تمكنت أسرة كيم في كوريا الشمالية من الحفاظ على السلطة السياسية بين أيديها دون إعادة كتابة أيديولوجية الأب المؤسس أو الاستسلام لحقائق العالم الحديث، كما أن العائلة تعرف كيف تدير الدولة، فهم أبطال الفنون اللاإنسانية، كما أنهم يعيشون على التهديد الأمريكي لهم، وهذا هو السبب في أن كلا من روسيا والصين، اللتين تتشاطران الحدود مع كوريا الشمالية، كانتا دائما حذرتين جدا في استخدام التهديدات العامة عند التعامل مع نظام بيونغ يانغ.

عدم انخراط الصين وروسيا مع كوريا يتعلق فقط بمصالحهما، حيث قال جينيفر ليند، الأستاذ المساعد للحكومة في كلية دارتموث: في حين أن القدرة النووية العابرة للقارات الكورية الشمالية تعد لعبة تغيير للأمريكيين، فإن الأمر ليس نفسه للصينيين الذين كانوا يتعايشون بالفعل مع الأسلحة النووية الكورية الشمالية.

انهيار النظام الكوري الشمالي يعني الفوضى على الحدود الصينية والروسية، وقد يعني ذلك جيدا تهديد أسلحة الدمار الشامل ونشوب حرب أهلية محتملة وأزمة لاجئين تفوق المأساة السورية.

وقال مايكل كوفمان، وهو زميل في مركز ويلسون، في تعليق مكتوب على ذلك: إن كلا من الصين وروسيا يتخشيان من أزمة كورية شمالية تؤدي إلى إعادة مكاسب جيوسياسية للولايات المتحدة في المنطقة على حساب مصالحهم.

وأضاف أن روسيا والصين بينهما علاقات متباينة نوعا ما مع كوريا الديمقراطية، ولكنهما تبادلتا في ثلاثة مجالات مخاوف يمكن أن تؤدى الى مواءمة السياسات، كلا البلدين يكرهان نشر الدفاع الصاروخي الأمريكي (ثاد) في كوريا الجنوبية، وكلاهما قلق من أزمة اللاجئين التي قد تنجم عن انهيار كوريا الشمالية، وكلاهما قلق من أن التوحيد في شبه الجزيرة سيؤدي إلى احتضان الولايات المتحدة لكوريا الشمالية.

لا يحب الصين وروسيا ما تريانه من كوريا، ولكنهما تتعايشان معه، وهما تحاولان حل المشكلات الداخلية لكوريا الشمالية.

المصدر

The post ترامب يستخدم كوريا الشمالية لإخفاء أخطائه الداخلية (مترجم) appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©