الأربعاء، 23 أغسطس 2017

بعد تفاهمات غزة.. عباس يتحول إلى تركيا

البديل
بعد تفاهمات غزة.. عباس يتحول إلى تركيا

تطرح زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لتركيا في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بحسب ما كشف أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، تساؤلات مهمة حول أهداف الزيارة في ذلك التوقيت، لاسيما وأنها تأتي بعد تفاهمات حدثت في الآونة الأخيرة في قطاع غزة وخاصة بين حركة حماس وعضو حركة فتح المفصول محمد دحلان، برعاية القاهرة.

وكان الرجوب، قد كشف مؤخرًا عن عقد لقاء قمة فلسطيني تركي في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، في تركيا التي يصلها عباس قبل يوم واحد من موعد اللقاء، لإجراء مباحثات متعلقة بالشأن الفلسطيني وتعزيز العلاقات الثنائية.

وتعرف تركيا بعلاقتها الوطيدة والجيدة مع حركة حماس، في السنوات الماضية، لا سيما وأن الحزب الحاكم في تركيا “العدالة والتنمية” يقترب في الأيدلوجية والأفكار مع الحركة، وتسضيف أنقرة الكثير من قياداتها على أراضيها، ويقول الرجوب إن الزيارة تأتي في إطار حدوث اختراق في العلاقات بين فتح وحماس، مشيرًا إلى الضغط الذي ممكن أن تمارسه تركيا على الأخيرة لحدوث تفاهمات على الوضع الأمني والسياسي في قطاع غزة.

ويشار هنا أن زيارة الرئيس ابو مازن لتركيا تأتي بعد أسابيع قليلة من حدوث تفاهمات بين حركة حماس والقيادي الفتحاوي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، والتي تمت برعاية القاهرة، الأمر الذي أغضب السلطة الفلسطينية، لاسيما اللواء جبريل الرجوب، الذي هاجم هذه التفاهمات ووصفها بالخاطئة وأنها تقلل من الدور المصري، في حين كان للرجوب واقعة مع السلطات المصرية عندما منعته من دخول القاهرة في فبراير الماضي.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن دور تركي في الملف الفلسطيني وخاصة من جانب الرجوب قبل زيارة الرئيس أبو مازن إلى تركيا، هو لتخطى مصر وتحركاتها في هذا الملف، لاسيما وأن هناك خلافات قائمة منذ سنوات بين القاهرة وأنقرة على خلفية عزل محمد مرسي من الحكم، وتؤكد مصادر في هذا الإطار أن تركيا تبحث عن موطئ قدم لها في الملف الفلسطيني يحسن من موقعها في المنطقة بعد تصدع علاقاتها مع أغلب الدول لا سيما مع دول الخليج ومصر.

وفي ظل الحديث عن دور تركيا ومبادرة لها في هذا الإطار، استبعد محللون وقيادات فلسطينية أن تكون تركيا مرشحة للعب دور مهم في إنهاء الانقسام بين حركتي “فتح” و”حماس”، في ظل المعادلة الدولية والإقليمية القائمة.

وقال القيادي الفتحاوي المقيم في مصر الدكتور أيمن الرقب، إن زيارة الرئيس أبو مازن لتركيا تهدف لعقد قمة تركية فلسطينية يعلن خلالها عن مبادرة تركية حول المصالحة الفلسطينية، وذلك «بعد جهود قام بها أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب ومعه مجموعة من أعضاء مركزية عباس»، مضيفًا أن هذا الأمر يأتي استغلالًا لعلاقة تركيا بحماس.

وأضاف الرقب، أنه من الواضح أن هذه المبادرة التي قام بها الرجوب استهدف منها الرد على مصر التي منعته من دخول أراضيها ويحاول بذلك التشويش على الدور المصري في المصالحة، مضيفًا أنهم بهذه الزيارة سيغلقون الملف المصري مع السلطة وأنهم لم يتعلموا من دروس الماضي قائلًا «تركيا ليست مصر.. الأخيرة مفوضة من العالم العربي بإدارة ملف المصالحة الفلسطينية».

وعن تفاهمات حماس ودحلان، أكد أن الوضع الجيوسياسي يجعل التأثير المصري أقوى من غيره،  كما أن هذه المحاولة من السلطة هي لقطع الطريق على التفاهمات المصرية الحمساوية الفتحاوية وخاصة بالتيار الإصلاحي الديموقراطي الفتحاوي (تيار دحلان) متوقعًا فشل هذه المبادرة أيضا، لأن حماس بغزة قررت الاستمرار في تفاهمات القاهرة، وأي محاولة لتجاوز مصر ستبوء بالفشل، والمحاولات الفاشلة كثيرة، على حد قوله.

The post بعد تفاهمات غزة.. عباس يتحول إلى تركيا appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©