الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

اقتصادي: أذون الخزانة قرض قصير الأجل وليست استثمارًا

البديل
اقتصادي: أذون الخزانة قرض قصير الأجل وليست استثمارًا

أمام مؤتمر اليورومني قال وزير المالية الدكتور عمرو الجارحي إن برنامج الإصلاح الاقتصادي نجح في القضاء على السوق السوداء للدولار، ومكّن الحكومة من حماية الفئات الفقيرة من آثار الإصلاحات، مشددًا على أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي، التي خفضت عجز الموازنة، وسيطرت على الأسعار والتضخم، تقود البلاد إلى تحقيق معدل نمو يصل إلى 6 %.

وأضاف أن أذون الخزانة أصبحت أداة لتمويل عجز الموازنة بدلاً من الاعتماد المكثف على الديون والقروض، وهناك طلب كبير على أذون الخزانة وضخ استثمارات أجنبية مباشرة إلى مصر، حيث إن الحكومة الحالية نجحت في الوصول إلى نقطة توازن مطمئنة للدين العام والموازنة العامة.

وأوضح أن الإصلاح في طريقه للعودة إلى المسار الصحيح في مواجهة التضخم الذي يعد العدو الأول للموازنة العامة، لأنه يؤثر عند ارتفاعه على تكاليف التشغيل والعمالة، حيث بدأت الأسواق تشهد تحسنًا في مستويات الأسعار في بداية موجة انحسار التضخم.

أذون وسندات الخزانة يعتبرها الكثير من الاقتصاديين أموالاً ساخنة؛ بسبب قدرتها على الانسحاب بشكل مفاجئ عند حدوث أي خطر، وهو ما يمكن أن يؤدي لتفاقم أزمة جديدة في سوق الصرف وسعر الدولار، ومنذ تحرير سعر الصرف عكفت كثير من صناديق الاستثمار الأجنبية على دخول الاستثمار في أذون الخزانة والسندات الحكومية.

حجم الأموال الساخنة في الاقتصاد المصري يثير القلق لدى الكثير، حيث صرح نائب وزير المالية أحمد كوجك أن استثمارات الأجانب في أذون الخزانة منذ تعويم الجنيه بلغت 17.6 مليار دولار، ومن المتوقع بحسب وزير المالية عمرو الجارحي أن تزيد إلى 20 مليار دولار.

أذون الخزانة يعتبرها وزير المالية استثمارات، ولكنها في الحقيقية ديون قصيرة الأجل، وهذا ما أكده الخبير الاقتصادي، رضا عيسى، قائلاً إن أذون الخزانة التي يعتبرها وزير المالية أداة لتمويل عجز الموازنة بدلاً من القروض هي في الأساس ديون قصيرة الأجل، يأتي ميعاد دفعها سريعًا، ويستغلها الأجانب في تحقيق معدلات أرباح عالية، حيث تقدم فوائد تصل إلى 20%، ومن الممكن انسحابها في أي لحظة أو عند حدوث أي أزمة مثلما حدث في 2011.

وأكد عيسي لـ«البديل» أن القروض طويلة الأجل لها جدول استلام وجدول سداد، ويمكن استثمار هذه الأموال من أجل تحقيق مكاسب من ورائها. أما الأموال الساخنة ليس لها جدول سداد، ويمكن بيعها في البورصات والأسواق العالمية في أي لحظة، ومن هنا تكمن الخطورة، أي أن مصر لديها 17.6 مليار دولار يمكن خروجها في أي وقت.

وأوضح أن الاستثمار يكون في مشروعات على أرض الواقع، تحتاج إلى عمالة، وتأتي بإنتاج، وليس شراء أذون خزانة لا تتعدى العام، ومنها ما لا تتعدى الثلاثة أشهر، فهذا لا يعد استثمارًا، بل ديونًا قصيرة الأجل.

وأكد أن حماية الحكومة للفئات الفقيرة من آثار الإصلاحات لخفض عجز الموازنة والسيطرة على الأسعار والتضخم، وتحقيق معدل نمو يصل إلى 6%، ما هو إلا كلام للاستهلاك الإعلامي فقط؛ فعجز الموازنة سيتزايد بارتفاع معدل فوائد الديون؛ نتيجة قرارات الحكومة، والمواطنون الآن يصرخون من الغلاء الذي يعم الأسواق والتضخم الذي يزيد نار الأسعار دون حماية حقيقية للفقراء.

The post اقتصادي: أذون الخزانة قرض قصير الأجل وليست استثمارًا appeared first on البديل.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة عربي التعليمية 2015 ©