البديل
مجلس الأمن يمدد العقوبات على اليمن بمقترح روسي
لاجديد على مسرح الأزمة اليمنية، فالتحركات الدبلوماسية الأخيرة التي شهدتها العاصمة العمانية مسقط لم تسفر عن مسار واضح لإحياء العملية السياسية، كما أن المسار العسكري لم يستطع أن يحدث تغييرا استراتيجيا من شأنه أن يكسر رتابة التعاطي الدولي والأممي مع الملف اليمني، حتى مجلس الأمن اكتفى بتمديد روتيني لقرار العقوبات وإن كان هذه المرة بمقترح روسي.
نجحت روسيا الاثنين الماضي في إعاقة مقترح بريطاني كان يرمي إلى إضافة اتهام إيران بخرق قرار حظر توريد الأسلحة إلى اليمن، لقرار تمديد العقوبات، وأيضا استبعاد نجل الرئيس اليمني السابق أحمد علي صالح من قائمة العقوبات نزلا عند رغبة اماراتية .
وفي صبيحة أمس الثلاثاء نجحت أيضا في تمرير قرار تمديد العقوبات الذي طرحته بعد فشل مقترح بريطانيا.
وبحسب مراقبون فإن قرار مجلس الأمن بشأن اليمن الذي جرى التصويت عليه بالإجماع أمس الثلاثاء بناء على مقترح روسي، يتلخص في تمديد العقوبات على المفروضة على اليمن تحت البند السابع لمدة عام جديد دون أي تعديلات.
مصدر سياسي في صنعاء أوضح للبديل أن لا جديد إضافه القرار إلى القرارات السابقة المشابهة، على الرغم من أن ثمة تغييرات كانت تنتظرها بعض الأطراف الإقليمية سيما الإمارات والدولية مثل بريطانيا.
وبحسب المصدر فان تلك الاضافات كان قد أوصى تقرير الخبراء بتبنيها في سياقات متعددة وبصورة غير مباشر من خلال تركيزه على اتهام ايران بتوريد الاسلحة الى اليمن ، واشارته مرارا الى اشكالية مشاركة عائلة صالح مع التحالف وجدلية ادارة ثروته بين ابنائه .
في هذه الاثناء ، احتفى بعض قيادات انصارالله التي تتزعم جبهة مواجهة التحالف بنجاح روسيا في استخدام الفيتو على مسودة القرار البريطاني الذي كان يتضمن تمديد العقوبات نفسها مع اضافات جديدة تتمثل في اخراج أحمد علي صالح من قائمة العقوبات و اتهام ايران بخرق قرار حظر توريد الاسلحة الى اليمن .
واعتبر رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي الفيتو الروسي بمثابة فشل سياسي للعدوان، وعلق الحوثي في تغريدة له على الموقف الروسي قائلا ” فشل متمثل بتغيير قيادات عسكرية سعودية، وفشل سياسي للعدوان الأمريكي السعودي باعتماد المشروع الروسي والفيتو الروسي ” ، معتبرا ان هذا المشروع بداية جديدة لإزالة التسلط الأمريكي على الملف اليمني ، حسب تعبيره .
واضاف رئيس الثورية العليا ” دول العدوان عملوا ومكروا سنة كاملة، وسيروا الصاروخ اليمني إلى أمريكا، ودعوا السفراء للفرجة عليه،وفبركوا تقريرا غير مهني لما سمي بفريق الخبراء، وكانوا في انتظار هذا اليوم ، لكنهم لم يجنوا بأموالهم سوى هزيمة سياسية على مرأى ومسمع من العالم انه خزي جرائمهم بحق الشعب المحاصر ” ، معتبرا ان السلام لا يتحقق بالمزيد من العقوبات .
وفي المقابل ، اعتبر المصدر السياسي في حديثه للبديل ان لا شيء انجزته روسيا يدعو للاحتفاء ، فالقرار الذي صوت مجلس الامن عليه بالاجماع وان كان بناء على مقترح روسي ، لم يضف اي مكسب لجبهة مواجهة العدوان باي حال، كونه اقتصر على تمديد قرار شرعنة العدوان والحصار على اليمن ، وتساءل المصدر ” ما الانجاز الذي تحقق من فرض روسيا لهذا التمديد الذي يعتبر روتينيا ومتوقعا ومكرورا ” ، معتبرا ان الفيتو الروسي ضد القرار البريطاني كان يهدف فقط الى اخراج الحليف الايراني من دائرة الاتهام وليس مكسبا يمنيا .
مراقبون اعتبروا التصويت بالاجماع على المقترح الروسي قد يقرأ بانه ناتج صفقة جرى ابرامها خلف الكواليس، معتبرين ان تفاصيل الاتصال بين عادل الجبير وزير خارجية السعودية وبين نظيره الروسي عشية التصويت على القرار يعزز ذلك الاعتقاد الذي يرى ان روسيا أنقذت حليفها الايراني ، مقابل ان تمرر بنفسها قرار تمديد العقوبات على اليمن الذي يعتبر في الاساس تمديدا لشرعنة العدوان والحصار على اليمن ، ولا يحمل اي انجاز يخفف من معاناة الشعب اليمني .
The post مجلس الأمن يمدد العقوبات على اليمن بمقترح روسي appeared first on البديل.
ليست هناك تعليقات